[428] الاسباب الحقيقة له(1). إضافة الى هذا، فان الانسان لا يقطع بالعذاب الدنيوي ما لم يقطع بالعذاب الاخروي، لان كلاهما وليد شيء واحد وهو معرفة الله ومعرفة عدالته. إن جملة " وهي ظالمة " تلميـح الى ان الاخذ والدمار كان بسبب ظلم تلك القرى، وبتعبير آخر: فان جميع الانحرافات العقائدية والسلوكيـة داخـلة في مفردة الظلم. * * * والآية الثانية بعدما أشارت الى آيات الله في السموات والارض: وبيان قدرته على كلّ شيء أكّدت بأن اللهَ لم يعجز عن عذاب اولئك العصاة الذين سخروا بآيات الله ورموك بالجنون، واعتبروا المعاد محالا، إنْ شئنا خسفنا بهم الارض، أو أسقطنا عيهم من السماء أحجاراً سماوية (اِنْ نَشَأْ نَخْسِفُ بِهِمُ الاَْرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِنَ السَّماءِ). إن " كِسَـف " جمع كِسْـف ويعنـي القمـاش المقطّـع قطعـاً قطعـاً، وقد استعملت هذه المفردة هنا اشارة الى بعض الكرات السماوية التي تنفجر تحت ظروف خاصة وتتحول الى قطع متعددة تسبح في السماء، واذا ما دخـلت في مدار الارض، تحولت (بايعاز من الله) إلى أمطار من حجر، او سقطت على وجه الارض بصورة قِطّع حجرية كبيرة، كلٌّ منها يمكنها تدمير منطقة واسعة من سطح الارض، كـما ان العلماء اكتشفـوا نماذَج من هذه الكُتَل الحجرية في منطقة "سيبيريا". ثم قالت الآية في النهـاية: (اِنَّ فِي ذلِكَ لآيَةً لِكُلِّ عَبْد مُنِيب) أي لـكل عبد ــــــــــــــــــــــــــــ 1 - لقد اشير الى هذا الأمر في التفاسير التالية: تفسير روح المعاني الجزء 12 الصفحة 123، وتفسير الفخر الرازي الجزء 18 الصفحة 58، وتفسير روح البيان الجزء 4 الصفحة 185.