@ 124 @ | والإدراكات الوهمية والخيالية ، لا يفرغ إليها ، فإذا فارقت نفسه جسدها ولم يبق ما | يشغلها عن هيئاتها ونقوشها وجدت ما عملت من خير أو شر محضراً ، فإذا كان شراً | تتمنى بعد ما بينها وبين ذلك اليوم أو ذلك العمل لتعذيبها به ، فتصير تلك الهيئات | والنقوش صورتها إن كانت راسخة وإلا وجدت جزاءها بحسبها وتكرر ! 2 < ويحذركم الله نفسه > 2 ! تأكيداً لئلا يعملوا ما يستحقون به عقابه ! 2 < والله رؤوف بالعباد > 2 ! فلذا يحذرهم | عن السيئات تحذير الوالد المشفق لولده عما يوبقه . | | [ تفسير سورة آل عمران آية ] 31 ] | | ! 2 < قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله > 2 ! لما كان عليه صلى الله عليه وسلم | حبيبه فكل من يدعي المحبة لزمه اتباعه لأن محبوب المحبوب محبوب ، فتجب محبة | النبي ، ومحبته إنما تكون بمتابعته وسلوك سبيله قولاً وعملاً وخلقاً وحالاً وسيرة | وعقيدة ، ولا تمشي دعوى المحبة إلا بهذا فإنه قطب المحبة ومظهره وطريقته طلسم | المحبة ، فمن لم يكن له من طريقته نصيب لم يكن له من المحبة نصيب ، وإذا تابعه | حق المتابعة ناسب باطنه وسره وقلبه ونفسه باطن النبي صلى الله عليه وسلم وسره وقلبه ونفسه وهو | مظهر المحبة . فلزم بهذه المناسبة أن يكون لهذا المتابع قسط من محبة الله تعالى بقدر | نصيبه من المتابعة ، فيلقي الله تعالى محبته عليه ويسري من باطن روح النبي صلى الله عليه وسلم نور | تلك المحبة إليه ، فيكون محبوباً لله ، محباً له ، ولو لم يتابعه لخالف باطنه باطن | النبي صلى الله عليه وسلم ، فبعد عن وصف المحبوبية وزالت المحبية عن قلبه أسرع ما يكون ، إذ لو | لم يحبه الله تعالى لم يكن محباً له ! 2 < ويغفر لكم ذنوبكم > 2 ! كما غفر لحبيبه . قال | تعالى : ^ ( ليغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) ^ [ الفتح ، الآية : 2 ] وذنبه المتقدم ذاته ، | والمتأخر صفاته ، فكذا ذنوب المتابعين كما قال تعالى : ' لا يزال العبد يتقرب | إلي . . . . ' إلى آخر الحديث . ! 2 < والله غفور > 2 ! يمحو ذنوب صفاتكم وذواتكم ! 2 < رحيم > 2 ! | يهب لكم وجوداً وصفات حقانية خيراً منها . ثم نزل عن هذا المقام لأنه أعز من | الكبريت الأحمر . | | ودعاهم إلى ما هو أعم من مقام المحبة ، وهو مقام الإرادة . | | [ تفسير سورة آل عمران من آية 32 إلى آيه 34 ] | | فقال : ! 2 < قل أطيعوا الله والرسول > 2 ! أي : إن لم تكونوا محبين ولم تستطيعوا | متابعة حبيبي فلا أقل من أن تكونوا مريدين ، مطيعين لما أمرتم به ، فإن المريد يلزمه |