@ 123 @ | | إلى آية 29 ] ! 2 < تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل > 2 ! تدخل ظلمة النفس في نور | القلب فيظلم ، وتدخل نور القلب في ظلمة النفس فتستنير بخلطهما معاً مع بعد | المناسبة بينهما ! 2 < وتخرج الحي > 2 ! أي : حي القلب ! 2 < من الميت > 2 ! أي : من ميت النفس ، | وميت النفس من حي القلب ، بل تخرج حي العلم والمعرفة من ميت الجهل ، وتخرج | ميت الجهل من حي العلم تحجبه عن النور ، كحال بلعم بن باعورا ! 2 < وترزق من تشاء > 2 ! من النعمة الظاهرة والباطنة جميعاً ، أو من إحداهما ! 2 < بغير حساب > 2 ! ! 2 < لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين > 2 ! إذ لا مناسبة بينهم في الحقيقة ، والولاية | لا تكون إلا بالجنسية والمناسبة ، فحينئذ لا يمكن أن تكون المحبة بينهم ذاتية ، بل | مجعولة مصنوعة بالتصنع والرياء والنفاق وهي خصال مبعدة عن الحق إذ كلها حجب | ظلمانية ولو لم يكن فيهم ظلمة تناسب حال الكفرة ما قدروا على مخالطتهم | ومصاحبتهم ^ ( ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء ) ^ أي : من ولاية الله في شيء ، | معتد به ، إذ ليس فيهم نورية صافية يناسبون بها الحضرة الإلهية ! 2 < إلا أن تتقوا منهم تقاة > 2 ! أي : إلا أن تخافوا من جهتهم أمراً يجب أن يتقى ، فتوالوهم ظاهراً ليس في | قلوبكم شيء من محبتهم ، وذلك أيضاً لا يكون إلا لضعف اليقين . إذ لو باشر قلوبهم | اليقين لما خافوا إلا الله تعالى وشاهدوا معنى قوله تعالى : ! 2 < وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله > 2 ! [ يونس ، الآية : 107 ] فما خافوا | غيره ولم يرجوا غيره ، ولذلك عقبه بقوله : ! 2 < ويحذركم الله نفسه > 2 ! أي : يدعوكم إلى | التوحيد العياني كي لا يكون حذركم من غيره بل من نفسه ! 2 < وإلى الله المصير > 2 ! فلا | تحذروا إلا إياه فإنه المطلع على أسراركم وعلانياتكم ، القادر على مجازاتكم إن توالوا | أعداءه أو تخافوهم سراً أو جهراً . | | تفسير سورة آل عمران آية 30 ] | | ! 2 < يوم تجد كل نفس > 2 ! الآية ، كل ما يعمله الإنسان أو يقوله يحصل منه أثر في | نفسه وتنتقش نفسه به وإذا تكرر صار النقش ملكة راسخة ، وكذا ينتقش في صحائف | النفوس السماوية ، لكنه مشغول عن هيئات نفسه ونقوشها بالشواغل الحسية |