@ 125 @ | متابعة الأمر وامتثال المأمور به ! 2 < فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين > 2 ! أي : إن | أعرضوا عن ذلك أيضاً ، فهم كفار منكرون محجوبون ، والله لا يحب من كان كافراً . | فبترك الطاعة يلزم الكفر ، وبترك المتابعة لا يلزم ، لأن تارك المتابعة يمكن أن يكون | مطيعاً بمتابعة الأمر . ومعنى ! 2 < أطيعوا الله والرسول > 2 ! : أطيعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله | تعالى : ! 2 < من يطع الرسول فقد أطاع الله > 2 ! [ النساء ، الآية : 80 ] . | | ! 2 < إن الله اصطفى آدم ونوحا > 2 ! الاصطفاء أعم من المحبة والخلة ، فيشمل الأنبياء | كلهم لأنهم خيرة الله وصفوته ، وتتفاضل فيه مراتبهم ، كما قال تعالى : ! 2 < تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض > 2 ! [ البقرة ، الآية : 253 ] ، فأخص المراتب هو المحبة ، وأشار إليه | بقوله تعالى : ! 2 < ورفع بعضهم درجات > 2 ! [ البقرة ، الآية : 253 ] فلذلك كان أفضلهم حبيب الله | محمداً صلى الله عليه وسلم ثم الخلة التي هي صفة إبراهيم عليه السلام ، وأعمها الاصطفاء ، أي : | صفة آدم عليه السلام ! 2 < ذرية بعضها من بعض > 2 ! في الدين والحقيقة ، إذ الولاية | قسمان : صورية ومعنوية ، وكل نبي يتبع نبياً آخر في التوحيد والمعرفة ، وما يتعلق | بالباطن من أصول الدين فهو ولده كأولاد المشايخ في زماننا هذا . وكما قيل : الآباء | ثلاثة : أب ولدك ، وأب رباك ، وأب علمك . فكما أن وجود البدن في الولادة | الصورية يتولد في رحم أمه من نطفة أبيه ، فكذلك وجود القلب في الولادة الحقيقية | يظهر في رحم استعداد النفس من نفحة الشيخ والمعلم . وإلى هذه الولادة أشار عيسى | عليه السلام بقوله : ' لن يلج ملكوت السموات من لم يولد مرتين ' . | | واعلم أن الولادة المعنوية أكثرها يتبع الصورية في التناسل ، ولذلك كان الأنبياء | في الظاهر أيضاً نسلاً ، ثم ثمر شجرة واحدة ، فإن عمران بن يصهر أبا موسى وهارون | كان من أسباط لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، وعمران بن ماثان أبا مريم أم | عيسى عليه السلام كان من أسباط يهود بن يعقوب ، وكون محمد عليه صلى الله عليه وسلم | من أسباط إسماعيل بن إبراهيم مشهور وكذا كون إبراهيم من نوح عليه السلام . وسببه | أن الروح في الصفاء والكدورة يناسب المزاج في الاعتدال وعدمه وقت التكون ، فلكل | مزاج يناسبه ويخصه ، إذ الفيض يصل بحسب المناسبة وتفاوت الأرواح في الأزل | بحسب صنوفها ومراتبها في القرب والبعد ، فتتفاوت الأمزجة بحسبها في الأبد لتتصل | بها . والأبدان المتناسلة بعضها من بعض متشابهة في الأمزجة على الأكثر ، اللهم إلا | لأمور عارضة اتفاقية ، فكذلك الأرواح المتصلة بها متقاربة في الرتبة ، متناسبة في | الصفة . وهذا مما يقوي أن المهدي عليه السلام من نسل محمد صلى الله عليه وسلم . | | [ تفسير سورة آل عمران من آية 35 إلى