تأتونه كالحمار يحمل أسفارا أثقله حملها ولم ينفعه علمها وايم الله لا أداوي أدوائكم بالسيف ما صلحتم على السوط ولا أبلغ السوط ما كفتني الدرة ولا أبطئ عن الأولى ما لم تسرعوا إلى الأخرى فالزموا ما أمركم الله به تستوجبوا ما فرض الله لكم علينا وإياكم وقال ويقول قبل أن يقال فعل ويفعل وكونوا خير قوس سهما بهذا اليوم الذي ما قبله عقاب ولا بعده عتاب .
209 - خطبته بمكة .
وحج عتبة سنة إحدي وأربعين والناس قريب عهدهم بالفتنة فصلى بمكة الجمعة ثم قال أيها الناس إنا قد ولينا هذا المقام الذي يضاعف فيه للمحسن الأجر وعلى المسيء فيه الوزر ونحن على طريق ما قصدنا له فلا تمدوا الأعناق إلى غيرنا فإنها تنقطع من دوننا ورب متمن حتفه في أمنيته فاقبلونا ما قبلنا العافية فيكم وقبلناها منكم وإياكم ولوا فإن لوا قد أتعبت من كان قبلكم ولن تريح من بعدكم وأنا أسأل الله أن يعين كلا على كل .
فصاح به أعرابي أيها الخليفة فقال لست به ولم تبعد فقال يا أخاه فقال سمعت فقل فقال تالله لأن تحسنوا وقد أسأنا خير من أن تسيئوا وقد أحسنا فإن كان الإحسان لكم دوننا فما أحقكم باستتمامه وإن كان منا فما أولاكم بمكافأتنا رجل من بني عامر بن صعصعة يلقاكم بالعمومة ويقرب إليكم بالخئولة وقد كثر عياله ووطئه زمانه وبه فقر وفيه أجر وعنده شكر فقال عتبة أستغفر الله