منكم وأستعينه عليكم وقد أمرنا لك بغناك فليت إسراعنا إليك يقوم بإبطائنا عنك .
210 - خطبته في علته التي مات فيها .
ولما اشتكى شكاته التي مات فيها تحامل إلى المنبر فقال يأهل مصر لا غنى عن الرب ولا مهرب من ذنب إنه قد تقدمت مني إليكم عقوبات كنت أرجو يومئذ الأجر فيها وأنا أخاف اليوم الوزر منها فليتني لا أكون اخترت دنياي على معادي فأصلحتم بفسادي وأنا أستغفر الله منكم وأتوب إليه فيكم فقد خفت ما كنت أرجو نفعا عليه ورجوت ما كنت أخاف اغتيالا به وقد شقي من هلك بين رحمة الله وعفوه والسلام عليكم سلام من لا ترونه عائدا إليكم فلم يعد .
211 - وصيته لمؤدب ولده .
وقال لعبد الصمد مؤدب ولده ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح بني إصلاح نفسك فإن أعينهم معقودة بعينك فالحسن عندهم ما استحسنت والقبيح عندهم ما استقبحت وعلمهم كتاب الله ولا تكرههم عليه فيملوه ولا تتركهم منه فيهجروه ثم روهم من الشعر أعفه ومن الحديث أشرفه ولا تخرجهم من علم إلى غيره حتى يحكموه فإن ازدحام الكلام في السمع مضلة للفهم وتهددهم بي وأدبهم دوني وكن لهم كالطبيب الذي لا يعجل بالدواء قبل معرفة الداء وجنبهم محادثة النساء وروهم سير الحكماء واستزدني