ربيعة إن كنت قرشيا فأنا قرشي فقلت له لا تترك هذا التلصق وأنت تقرف عنهم كما تقرف الصمغة فقال والله لأنا أثبت فيهم منك في سدوس ثم قال وقل له إن كنت شاعرا فأنا أشعر منك فقلت له هذا إذا كان الحكم إليك فقال وإلى من هو ومن أولى بالحكم مني وبعد هذا يا بن ذكوان فاحمد الله على لومك فقد منعك مني اليوم فرجعت إلى عمر فقال ما وراءك فقلت ما قال لك نصيب فقال وإن فأخبرته فضحك وضحك صاحباه ظهرا لبطن ثم نهضوا معي إليه فدخلنا عليه في خيمة فوجدناه جالسا على جلد كبش فوالله ما أوسع للقرشي فلما تحدثوا مليا فأفاضوا في ذكر الشعر اقبل على عمر فقال له أنت تنعت المرأة فتنسب بها ثم تدعها وتنسب بنفسك أخبرني يا هذا عن قولك .
( قالتْ تَصَدَّيْ له لِيَعْرِفَنا ... ثمّ اغْمِزيه يا أُخت في خَفَرِ ) .
( قالت لها قد غَمَزْتُه فأبى ... ثم اسْبَطَرَّتْ تشتدُّ في أَثَرِي ) .
( وقَوْلُها والدُّموعُ تَسْبِقُها ... لَنُفْسِدَنَّ الطَّوافَ في عُمَر ) .
أتراك لو وصفت بهذا هرة أهلك ألم تكن قد قبحت وأسأت وقلت الهجر إنما توصف الحرة بالحياء والإباء والالتواء والبخل والامتناع كما قال هذا وأشار إلى الأحوص .
( أدُورُ ولولا أنْ أرَى أُمّ جعْفَرٍ ... بأبياتِكُمْ ما دُرْتُ حيثُ أدور ) .
( وما كُنْتُ زَوَّاراً ولكنّ ذَا الهَوَى ... إذا لم يَزُرْ لا بُدّ أن سَيزورُ ) .
( لقد مَنَعتْ معروفَها أُمّ جَعْفَرٍ ... وإنِّي إلى معروفها لَفقيرُ )