( هَلاَّ سقيتم بني جَرْمٍ أسيرَكُمُ ... نَفْسِي فداؤك من ذي غُلَّةٍ صادي ) .
فأنشدنيها بعض أصحابنا قال أنشدني أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد قال أنشدني أبو حاتم عن أبي عبيدة لفارعة المرية أخت مسعود بن شداد ترثيه فذكر من الأبيات البيت الأول وبعده .
( يا مَنْ رأى بارقاً قد بِتُّ أرمُقُه ... جَوْدا على الحَرّة السوداء بالوادي ) .
( أسقِي به قَبر مَنْ أَعْنِي وحُبَّ به ... قبراً إليّ ولو لَم يفْدِهِ فادي ) .
( شَهَّادُ أنديةٍ رَفَّاعُ أبنيةٍ ... شَدّادُ ألويةٍ فَتَّاح أسدادِ ) .
( نَحَّارُ راغيةٍ قَتَّالُ طاغيةٍ ... حَلاَّلُ رابيةٍ فَكَّاكُ أقياد ) .
( قَوّالُ مُحْكَمةٍ نَقَّاضُ مُبْرَمَةٍ ... فَرّاجُ مُبْهَمةٍ حَبَّاسُ أورادِ ) .
( حَلاَّلُ مُمْرِعَةٍ حَمَّالُ مُضْلِعَةٍ ... قَرّاعُ مُفْظِعةٍ طَلاَّعُ أنجادِ ) .
( جَمّاع كُلِّ خِصَالِ الخَيْرِ قد عَلِموا ... زَيْنُ القَرِينِ وخطم الظالم العادي ) .
( أبا زُرَارةَ لا تَبْعَدْ فكُلُّ فَتًى ... يوماً رَهينُ صَفيحاتٍ وأعوادِ ) .
والغناء في هذا الشعر لعبد الله بن طاهر خفيف ثقيل أول بالبنصر قال عبيد الله بن عبد الله بن طاهر لما صنع أبي هذا الصوت لم يحب أن يشيع شيء من هذا ولا ينسب إليه لأنه كان يترفع عن الغناء وما جس بيده وترا قط ولا تعاطاه ولكنه كان يعلم من هذا الشأن بطول الدربة وحسن الثقافة ما لا