يعرفه كبير أحد وبلغ من علم ذلك إلى أن صنع أصواتا كثيرة فألقاها على جواريه فأخذنها عنه وغنين بها وسمعها الناس منهن وممن أخذ عنهن فلما أن صنع هذا الصوت .
( هَلاّ سقَيتُمْ بني جَرْمٍ أسيرَكُمُ ... نَفْسِي فداؤك من ذي غُلَّةٍ صادي ) .
نسبه إلى مالك بن أبي السمح وكان لآل الفضل بن الربيع جارية يقال لها داحة فكانت ترغب إلى عبد الله بن طاهر لما ندبه المأمون إلى مصر في أن يأخذها معه وكانت تغنيه وأخذت هذا الصوت عن جواريه وأخذه المغنون عنها ورووه لمالك مدة ثم قدم عبد الله العراق فحضر مجلس المأمون وغني الصوت بحضرته ونسب إلى مالك فضحك عبد الله ضحكا كثيرا فسئل عن القصة فصدق فيها واعترف بصنعة الصوت فكشف المأمون عن ذلك فلم يزل كل من سئل عنه يخبر عمن أخذه عنه فتنتهي القصة إلى داحه ثم تقف ولا تعدوها فأحضرت داحة وسئلت فأخبرت بقصته فعلم أنه من صنعته حينئذ بعد أن جاز على إسحاق وطبقته أنه لمالك ويقال إن إسحاق لم يعجب من شيء عجبه من عبد الله وحذقه بمذاهب الأوائل وحكاياتهم .
قال ومن غنائه أيضا .
صوت .
( راح صَحْبي وعاودَ القَلْبَ داءُ ... من حَبِيبٍ طِلابُه لي عَنَاءُ ) .
( حَسَنُ الرأي والمَواعيدِ لا يُلْفَى ... لشيءٍ مما يقول وَفاء ) .
( مَنْ تَعَزَّى عمن يُحِبُّ فإنِّي ... ليس لي ما حَييتُ عنه عَزاء ) .
الغناء لابن طنبورة خفيف ثقيل أول بالسبابة في مجرى الوسطى ولحن عبد الله بن طاهر ثاني ثقيل بالبنصر