وروى ابن أنعم عن حبان بن أبي جبلة قال أول من يدعى يوم القيامة إسرافيل فيقول الله جل ثناؤه هل بلغت عهدي فيقول نعم يا رب قد بلغته جبريل فيدعى جبريل فيقال هل بلغت إسرافيل عهدي فيقول نعم يا رب فيخلي عن إسرافيل ويقول لجبريل ما صنعت بعهدي فيقول بلغته الرسل فيدعى الرسل فيقول هل بلغكم جبريل عهدي فيقولون نعم فيخلى عن جبريل ويقال للرسل هل بلغتم عهدي فيقولون نعم قد بلغناه الأمم فتدعى الأمم فيقال لهم هل بلغكم الرسل عهدي فمصدق ومكذب فتقول الرسل لنا عليهم شهداء فيقول تبارك وتعالى من فيقولون أمة محمد A فيقال لهم أتشهدون أن الرسل قد بلغت الأمم فيقولون نعم فتقول الأمم يا رب كيف يشهد علينا من لم يدركنا فيقول الله تعالى كيف تشهدون عليهم ولم تدركوهم فيقولون يا ربنا أرسلت إلينا رسولا وأنزلت علينا كتابا فقصصت علينا فيه أن قد بلغوا قال فذلك قوله تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) والوسط العدل .
ثم يدعى غيره من الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين ثم ينادي كل انسان باسمه واحدا واحدا ويسألون واحدا واحدا وتعرض أعمالهم على رب العزة جل جلاله قليلها وكثيرها حسنها وقبيحها .
وفي بعض الأخبار يتمنى رجال أن يبعث بهم إلى النار ولا تعرض قبائحهم على الله تعالى ولا تكشف مساوئهم على رؤوس الخلائق فما ظنك بهذا المقام وبهذا السؤال وبهذا النكال والوبال وما ظنك بنفسك وق جييء بجهنم على الوصف الذي تقدم وقد دنت من الخلائق وشهقت وزفرت وثارت وفارت وانتهض خزانها والموكلون بها والمعدون لتعذيب أهلها متسارعين إلى أخذ ما أمروا بأخذه ساحبين له على بطنه وحر وجهه سامعين مطيعين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون .
فتمثل حالك وكيف أنت وقد امتلأت القلوب خوفا وجزعا ورعبا وفزعا وارتعدت الفرائص وبلغت القلوب الحناجر واصطفقت الأحشاء وتقطعت