@ 379 @ ما للعب خلقناا فلهذا أنزل الله { وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً } . وقال ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسير هذه الآية الكريمة { وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً } يقول تعالى ذكره : وأعطيناه الفهم بكتاب الله في حال صباه قبل بلوغه أسنان للرجال . وقد حدثنا أحمد بن منيع قال حدثنا عبد الله بن المبارك قال : أخبرني معمر ولم يذكره عن أحد في هذه الآية ( وآتيناه الحكم صبياً ) قال بلغني أن الصبيان قالوا ليحيى : اذهب بنا نلعب . فقال : ما للعب خلقنا ، فأنزل الله { وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً } وقال الزمخشري في الكشاف { وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ } أي الحكمة ، ومنه قول نابغة ذبيان : وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ } أي الحكمة ، ومنه قول نابغة ذبيان : % ( واحكم كحكم فتاة الحي إذ نظرت % إلى حمام سراع وارد الثمد ) % .
وقال أبو حيان في البحر في تفسير هذه الآية : والحكم النبوة ، أو حكم الكتاب ، أو الحكمة ، أو العلم بالأحكام . أو اللب وهو العقل ، أو آداب الخدمة ، أو الفراسة الصادقة . أقوال : .
قال مقيده عفا الله عنه وغفر له : الذي يظهر لي هو أن الحكم يعلم النافع والعمل به ، وذلك بفهم الكتاب السماوي فهماً صحيحاً ، والعمل به حقاً ، فإن هذا يشمل جميع أقوال العلماء في الآية الكريمة . وأصل معنى ( الحكم ) المنع ، والعلم النافع . والعمل به يمنع الأقوال والأفعال من الخلل والفساد والنقصان . .
وقوله تعالى : { صَبِيّاً } أي لم يبلغ ، وهو الظاهر . وقيل : صبياً أي شاباً لم يبلغ سن الكهولة ذكره أبو حيان وغيره ، والظاهر الأول . قيل ابن ثلاث سنين ، وقيل ابن سبع ، وقيل ابن سنتين . والله أعلم . .
وقوله في هذه الآية الكريمة { وَحَنَانًا } معطوف على { الْحُكْمُ } أي وآتيناه حناناً من لدنا . والحنان : هو ما جبل عليه من الرحمة ، والعطف والشفقة . وإطلاق الحنان على الرحمة والعطف مشهور في كلام العرب ، ومنه قولهم : حنانك وحنانيك يا رب ، بمعنى رحمتك . ومن هذا المعنى قول امرىء القيس : وقوله في هذه الآية الكريمة { وَحَنَانًا } معطوف على { الْحُكْمُ } أي وآتيناه حناناً من لدنا . والحنان : هو ما جبل عليه من الرحمة ، والعطف والشفقة . وإطلاق الحنان على الرحمة والعطف مشهور في كلام العرب ، ومنه قولهم : حنانك وحنانيك يا رب ، بمعنى رحمتك . ومن هذا المعنى قول امرىء القيس : % ( أبنت الحارث الملك بن عمرو % له ملك العراق إلى عمان ) % % ( ويمنحها بنو شمجي بن جرم % معيزهم حنانك ذا الحنان ) % .
يعني رحمتك يا رحمن . وقول طرفة بن العبد : يعني رحمتك يا رحمن . وقول طرفة بن العبد : % ( أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا % حنانيك بعض الشر أهون من بعض ) % .
وقول منذر بن درهم الكلبي : وقول منذر بن درهم الكلبي : % ( وأحدث عهد من أمينة نظرة % على جانب العلياء إذ أنا واقف ) % % ( فقالت حنان ما أتى بك ها هنا % أذو نسب أم أنت بالحي عارف ) % .
فقوله ( حنان ) أي أمري حنان . أي رحمة لك ، وعطف وشفقة عليك