@ 372 @ عمران ) : { قَالَ ءَايَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ } . لأن الرمز : الإشارة والإيماء بالشفتين والحاجب . والإيحاء في قوله : { فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُواْ } ، قال بعض العلماء : هو الإشارة وهو الأظهر بدليل قوله ( إلا رمزاً ) كما تقدم آنفاً . وممن قال بأن الوحي في الآية الإشارة : قتادة ، والكلبي ، وابن منبه ، والعتبي ، كما نقله عنهم القرطبي وغيره . وعن مجاهد ، والسدي ( فأوحى إليهم ) أي كتب لهم في الأرض . وعن عكرمة : كتب لهم في كتاب . والوحي في لغة العرب يطلق على كل إلقاء في سرعة وخفاء . ولذلك أطلق على الإلهام ، كما في قوله تعالى : { وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ } . وعلى الإشارة كما هو الظاهر في قوله تعالى : { فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُواْ } . ويطلق على الكتابة كما هو القول الآخر في هذه الآية الكريمة . وإطلاق الوحي على الكتابة مشهور في كلام العرب ، ومنه قول لبيد بن ربيعة في معلقته : فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُواْ } . ويطلق على الكتابة كما هو القول الآخر في هذه الآية الكريمة . وإطلاق الوحي على الكتابة مشهور في كلام العرب ، ومنه قول لبيد بن ربيعة في معلقته : % ( فمدافع الريان عرى رسمها % خلقا كما ضمن الوحي سلامها ) % .
فقوله ( الوحي ) بضم الواو وكسر الحاء وتشديد الياء ، جمع وحي بمعنى الكتابة . وقول عنترة : فقوله ( الوحي ) بضم الواو وكسر الحاء وتشديد الياء ، جمع وحي بمعنى الكتابة . وقول عنترة : % ( كوحي صحائف من عهد كسرى % فأهداها لأعجم طمطمي ) % .
وقول ذي الرمة : وقول ذي الرمة : % ( سوى الأربع الدهم اللواتي كأنها % بقية بطرحى في ون الصحائف ) % .
وقول جرير : % ( كأن أخا الكتاب يخط وحيا % بكاف في منازلها ولام ) % فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُواْ بُكْرَةً وَعَشِيّاً } . ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أن زكريا خرج على قومه من المحراب فأشار إليهم ، أو كتب لهم : أن سبحوا الله أول النهار وآخره . فالبكرة أول النهار ، والعشي آخره . وقد بين تعالى في ( آل عمران ) أن هذا الذي أمر به زكريا قومه بالإشارة أو الكتابة من التسبيح بكرة وعشياً أن الله أمر زكرياء به أيضاً ، وذلك في قوله : { وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِىِّ وَالإِبْكَارِ } . والظاهر أن هذا المحراب الذي خرج منه على قومه هو المحراب الذي بشر بالولد وهو قائم يصلي فيه المذكور في قوله تعالى : { فَنَادَتْهُ