@ 367 @ على قراءة الباقين . والهمزة الثانية على قراءة الجمهور التي هي همزة ( إذا ) مسهلة في قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو ، ومحققة في قراءة ابن عامر وشعبة عن عاصم . وقراءة { خِفْتُ الْمَوَالِىَ } بفتح الخاء والفاء المشددة بصيغة الفعل الماضي بمعنى أن مواليه خفوا أي قلوا شاذة لا تجوز القراءة بها وإن رويت عن عثمان بن عفان ، ومحمد بن علي بن الحسين ، وغيرهم رضي الله عنهم . وامرأة زكريا المذكورة قال القرطبي : هي إيشاع بنت فاقوذ بن قبيل ، وهي أخت حنة بنت فاقوذا . قاله الطبري . وحنة : هي أم مريم . وقال القتبي : امرأة زكريا هي إيشاع بنت عمران . فعلى هذا القول يكون يحيى بن خالة عيسى عليهما السلام على الحقيقة . وعلى القول الأول يكون ابن خالة أمه . وفي حديث الإسراء قال عليه الصلاة والسلام : ( فلقيت ابني الخالة يحيى وعيسى ) شاهدا القول الأول ا ه . منه . والظاهر شهادة الحديث للقول الثاني لا للأول ، خلافاً لما ذكره رحمه الله تعالى ، والعلم عند الله تعالى . .
! 7 < { يازَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً * قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِى غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِى عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً * قَالَ كَذالِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَىَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً * قَالَ رَبِّ اجْعَل لِىءَايَةً قَالَ ءَايَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً * فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُواْ بُكْرَةً وَعَشِيّاً * يايَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً * وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَواةً وَكَانَ تَقِيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً عَصِيّاً * وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَياً } > 7 ! قوله تعالى : { يازَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً } . في هذه الآية الكريمة حذف دل المقام عليه ، وتقديره : فأجاب الله دعاءه فنودي { عَبْدَهُ زَكَرِيَّا } الآية . وقد أوضح جل وعلا في موضع آخر هذا الذي أجمله هنا ، فبين أن الذي ناداه بعض الملائكة . وأن النداء المذكور وقع وهو قائم يصلي في المحراب . وذلك قوله تعالى : { فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّى فِى الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ } ، وقوله تعالى : { فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ } قال بعض العلماء : أطلق الملائكة وأراد جبريل . ومثل به بعض علماء الأصول العالم المراد به الخصوص قائلاً : إنه أراد بعموم الملائكة خصوص جبريل ، وإسناد الفعل للمجموع مراداً بعضه قد بينا فيما مضى مراراً . .
وقوله في هذه الآية الكريمة : { اسْمُهُ يَحْيَى } يدل على أن الله هو الذي سماه ، ولم يكل تسميته إلى أبيه . وفي هذا منقبة عظيمة ليحيى . .
وقوله في هذه الآية الكريمة : { لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً } اعلم أولاً أن السمى يطلق في اللغة العربية إطلاقين : الأول قولهم : فلان سمى فلان أي مسمى باسمه . فمن كان اسمهما واحداً فكلاهما سمى الآخر أي مسمى باسمه . .
والثاني إطلاق السمي يعني المسامي أي المماثل في السمو والرفعة