@ 366 @ . فمن إطلاقه على الأنثى هذه الآية ، وقوله تعالى عن زكريا أيضاً { وَقَدْ بَلَغَنِي الْكِبَرُ وَامْرَأَتِى عَاقِرٌ } . ومن إطلاقه على الذكر أول عامر بن الطفيل : وَقَدْ بَلَغَنِي الْكِبَرُ وَامْرَأَتِى عَاقِرٌ } . ومن إطلاقه على الذكر أول عامر بن الطفيل : % ( لبئس الفتى إن كنت أعور عاقرا % جباناً فما عذري لدي كل محضر ) % .
وقد أشار تعالى إلى أنه أزال عنها العقم . وأصلحها . فجعلها ولوداً بعد أن كانت عاقراً في قوله عز وجل : { فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ } فهذا الإصلاح هو كونها صارت تلد بعد أن كانت عقيماً . وقول من قال : إن إصلاحها المذكور هو جعلها حسنة الخلق بعد أن كانت سيئة الخلق لا ينافي ما ذكر لجواز أن يجمع له بين الأمرين فيها ، مع أن كون الإصلاح هو جعلها ولوداً بعد العقم هو ظاهر السياق ، وهو قول ابن عباس وسعيد بن جبير ، ومجاهد وغيرهم . والقول الثاني يروي عن عطاء . .
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة عن زكريا { وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً } أي مرضياً عندك وعند خلقك في أخلاقه وأقواله وأفعاله ودينه ، وهو فعيل بمعنى مفعول . .
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة : { فَهَبْ لِى مِن لَّدُنْكَ } أي من عندك . وقوله جل وعلا في هذه الآية الكريمة { يَرِثُنِى وَيَرِثُ مِنْ ءَالِ يَعْقُوبَ } قرأه أبو عمرو والكسائي بإسكان الثاء المثلثة من الفعلين ، أعني { يَرِثُنِى وَيَرِثُ مِنْ ءَالِ يَعْقُوبَ } وهما على هذه القراءة مجزومان لأجل جواب الطلب الذي هو ( هب لي ) والمقرر عند علماء العربية . أن المضارع المجزوم في جواب الطلب مجزوم بشرط مقدر يدل عليه فعل الطلب ، وتقديره في هذه الآية التي نحن بصددها ، إن تهب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب . وقرأ الباقون { يَرِثُنِى وَيَرِثُ مِنْ ءَالِ يَعْقُوبَ } يرفع الفعلين على أن الجملة نعت لقوله ( ولياً ) أي وليا وارثاً لي ، ووارثاً من آل يعقوب ، كما قال في الخلاصة : يَرِثُنِى وَيَرِثُ مِنْ ءَالِ يَعْقُوبَ } يرفع الفعلين على أن الجملة نعت لقوله ( ولياً ) أي وليا وارثاً لي ، ووارثاً من آل يعقوب ، كما قال في الخلاصة : % ( ونعتوا بجملة منكرا % فأعطيت ما أعطيته خبرا ) % .
وقراءة الجمهور برفع الفعلين أوضح معنى . وقرأ ابن كثير بفتح الياء من قوله { مِن وَرَآئِى وَكَانَتِ امْرَأَتِى } والباقون بإسكانها . وقرأ زكريا بلا همزة بعد الألف حمزة والكسائي وحفص عن عاصم . والباقون قرؤوا ( زكريا ) بهمزة بعد الألف ، وبه تعلم أن المد في قوله { وَزَكَرِيَّآ إِذْ نَادَى } منفصل على قراءة حمزة والكسائي وحفص ، ومتصل