@ 365 @ على ميراث النبوة . ولهذا قال { يَرِثُنِى وَيَرِثُ مِنْ ءَالِ يَعْقُوبَ } كقوله : { وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ } أي في النبوة ، إذ لو كان في المال لما خصه من بين إخوته بذلك ، ولما كان في الإخبار بذلك كبير فائدة . إذ من المعلوم المستقر في جميع الشرائع والملل : أن الولد يرث أباه ، فلولا أنها وراثة خاصة لما أخبر بها . وكل هذا يقرره ويثبته ما صح في الحديث : ( نحن معاشر الأنبياء لا نورث . ما تركنا فهو صدقة ) ا ه محل الغرض من كلام ابن كثير ، ثم ساق بعد هذا طرق الحديث الذي أشرنا له ( يرحم الله زكريا وما كان عليه من ورثة ماله ) الحديث . ثم قال في أسانيده : وهذه مرسلات لا تعارض الصحاح . واعلم أن لفظ ( نحن معاشر الأنبياء ) ولفظ ( إنا معاشر الأنبياء ) مؤداهما واحد . إلا أن ( إن ) دخلت على ( نحن ) فأبدلت لفظة ( نحن ) التي هي المبتدأ بلفظة ( نا ) الصالحة للنصب ، والجملة هي هي إلا أنها في أحد اللفظين أكدت . ( إن ) كما لا يخفى . وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة : { فَهَبْ لِى مِن لَّدُنْكَ وَلِيّاً } يعني بهذا الولي الولد خاصة دون غيره من الأولياء . بدليل قوله تعالى في القصة نفسها { هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِى مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً } ، وأشار إلى أنه الولد أيضاً بقوله { وَزَكَرِيَّآ إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لاَ تَذَرْنِى فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ } فقوله ( لا تذرني فرداً ) أي واحداً بلا ولد . وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة ، عن زكريا : { وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِىَ مِن وَرَآئِى } أي من بعدي إذا مت أن يغيروا في الدين . وقد قدمنا أن الموالي الأقارب والعصبات ، ومن ذلك قوله تعالى : { وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِىَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالاٌّ قْرَبُونَ } . والمولى في لغة العرب : يطلق على كل من انعقد بينك وبينه سبب بواليك وتواليه به . وكثيراً ما يطلق في اللغة على ابن العم . لأن ابن العم يوالي ابن عمه بالقرابة العصبية . ومنه قول طرفة بن العبد : % ( واعلم علماً ليس بالظن أنه % إذا ذل مولى المرء فهو ذليل ) % .
يعني إذا ذلت بنو عمه فهو ذليل . وقول الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب : يعني إذا ذلت بنو عمه فهو ذليل . وقول الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب : % ( مهلا ابن عمنا مهلا موالينا % لا تنبشوا بيننا ما كان مدفونا ) % .
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة : { وَكَانَتِ امْرَأَتِى عَاقِرًا } ظاهر في أنها كانت عاقراً في زمن شبابها . والعاقر : هي العقيم التي لا تلد وهو يطلق على الذكر والأنثى