الأمم قط بل بعث إلى كل واحدة منهم رسولا بأن أهل الفترة ليس فيهم رسول كما يشهد له قوله سبحانه : لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم وأجيب بأن عموم الآية لا يقتضي أن يكون الرسول حاضرا مع كل أمة منهم لأن تقدمه على بعض منهم لا يمنع من كونه رسولا إلى ذلك البعض كما لا يمنع تقدم رسولنا صلى الله عليه وسلّم من كونه مبعوثا إلينا إلى آخر الأبد غاية ما في البابأن ما وقع من تخليط القوم في زمن الفترة يكون مؤديا إلى ضعف أثر دعوة الأنبياء عليهم السلام إنتهى وهو كما ترى وقد يقال : إن المراد منكل أمة كل جماعة أراد الله تعالى تكليفها حسبما سبق به علمه أو أرادسبحانه تنفيذ كلمته فيها أو نحو ذلك من المخصصات التي لا يلغو معها الحكم لا كل جماعة من الناس مطلقا فلا إشكال أصلا فتدبر ثم إن هذا القول من المكذبين إستعجال لما وعدوا به وغرضهم منه على ما قيلإستبعاد الموعود وأنه مما لا يكون وقد يراد بالإستفهام الإستبعاد إبتداء إذ المقام يقتضيه ولا مانع عنه والقول بأن ذلك إنما يكون إبتداء بأينوأنى ونحوهما دون متى غير مسلم كيف وهو معنى مجازي والمجاز لا حجر فيهوالخطاب لسيد المخاطبين E والمؤمنين الذين يتلونعليهم الآيات المتضمنة لذلك وجواب أن محذوف إعتمادا على ما تقدمه أي إن كنتم صادقين في أنه يأتينا فليأتنا عجلة ولكونه صلى الله تعالى عليه وسلم هوالواسطة في إتيان ذلك ومنه نشأ الوعد دون المؤمنين أمر A بالجواببقوله سبحانه : قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا أي لا أقدر على شيءمنهما بوجه من الوجوه وتقديم الضر لما أن مساق النظم الكريم لإظهار العجز عنه وأما ذكر النفع فللتعميم إظهارا لكمال العجز وقيل : إنهإستطرادي لئلا يتوهم إختصاص ذلك بالضر والأول أولى وما وقع في سورة الأعراف من تقديم النفع فللإشعار بأهميته والمقام مقامه والمعنى لا أملك شيئا من شؤوني ردا وإيرادا مع إن ذلك أقرب حصولا فكيف أملك شؤونكم حتى أتسبب في إتيان عذابكم الموعود حسبما تريدون إلا ما شاء الله إستثناء منقطع عند جمع أي ولكن ما شاء الله تعالى كائن وقيل : متصل على معنى إلا ما شاء الله تعالى أن أملكه وتعقب بأنه يأباه مقام التبريء عن أن يكون له صلى الله تعالى عليه وسلم دخل في إتيان الوعد فإن ذلك يستدعي بيان كون المتنازع فيه مما لا يشاء أن يملكه عليه الصلاةوالسلام : والمعتزلة قالوا بإتصال الإستثناء وإستدلوا بذلك على أن العبد مستقل بأفعاله من الطاعات والمعاصي وأنت تعلم أن ذلك بمراحلعن إثبات مدعاهم نعم إستدل بها بعض من يرى رأي السلف من أن للعبد قدرة مؤثرة بإذن الله تعالى لا أنه ليس له قدرة أصلا كما يقولهالجبرية ولا أن له قدرة لكنها غير مؤثرة كما هو المشهور عن الأشاعرة ولا أن له قدرة مؤثرة إن شاء الله تعالى وإن لم يشأ كما هو رأي المعتزلة وقال : المعنى لا أقدر على شيء من الضر والنفع إلاما شاء الله تعالى أن أقدر عليه منهما فأنى أقدر عليه بمشيئته سبحانه وقال بعضهم : إذا كان الملك بمعنى الإستطاعة يكون الإستثناء متصلاوإذا أبقى على ظاهره تعين الإ 4 نقطاع ولا يخفى أن الأصل الإتصال ولا ينبغي العدول عنه حيث أمكن من دون تعسف وأيا ما كان فظاهر كلامهم أنالإستثناء من المفعول إلا أنه على تقدير الإنقطاع ليس المعنى على إخراج المستثنى من حكم المستثنى منه ولذا جعل الحكم على ذلك التقدير أنه كائن دون أملكه مثلا فلا تدافع في كلام من حكم بالإنقطاع وقال