فنقول : إن النبى صلى الله عليه و سلم خطب فى مكان بين مكة والمدينة عند مرجعه من حجة الوداع قريب من الجحفة يقال له : غدير خم فبين فيها فضل على كرم الله تعالى وجهه وبراءة عرضه مما كان تكلم فيه بعض من كان معه بأرض اليمن بسبب ماكان صدر من المعدلة التى ظنها بعضهم جورا وتضييقا وبخلا والحق مع على كرم الله تعالى وجهه فى ذلك وكانت يوم الأحد ثامن عشر ذى الحجة تحت شجرة .
هناك فروى محمد بن إسحق عن يحيى بن عبد الله عن يزيد بن طلحة قال : لما أقبل على كرم الله تعالى وجهه من اليمن ليلقى رسول الله صلى الله عليه و سلم بمكة تعجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم واستخلف على جنده الذين معه رجلا من أصحابه فعمد ذلك ارجل فكساكل رجل حلة من البز الذى كان مع على كرم الله تعالى وجهه فلما دنا جيشه خرج ليلقاهم فاذا عليهم الحلل قال : ويلك ماهذا قلال : كسوت القوم ليتجملوا به إذا قدموا فى الناس قال : ويلك انتزع قبل أن ننتهى إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : فانتزع الحلل من الناس فردها فى البز وأظهر الجيش شكواه لما صنع بهم .
وأخرج عن زينب بنت كعب وكانت عند أبى سعيد الخدرى عن أبى سعيد قال : اشتكى الناس عليا كرم الله تعالى وجهه فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم فينا خطيبا فسمعته يقول : أيها الناس لاتشكوا عليا فو الله إنه لأخشن فى ذات الله تعالى أو فى سبيل الله تعالى ورواه الإمام أحمد وروى أيضا عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما عن بريدة الأسلمى قال : غزوت مع على اليمن فرأيت منه جفوة فلمما قدمت على رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكرت عليا كرم الله تعالى وجهه فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم قد تغير فقال بريدة : ألست أولى بالمؤمنين أنفسهم قلت : بلى يارسول الله قال : من كنت مولاه فعلى مولاه وكذا رواه النسائى بإسناد جيد قوى رجاله كلهم ثقات وروى باسناد آخر تفرد به وقال الذهبى : إنه صحيح عن زيد ابن أرقم قال : لما رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم من حجة الوداع ونزل غدير يرخم أمر بدوحات فغممن ثم قال : كأنى قد دعيت فأجبت أنى قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله تعالى وعترتى أهل بيتى فانظروا كيف تخلفونى فيهما فانهما لم يفترقا حتى يردا على الحوض الله تعالى مولاى وأنا ولى كل مؤمن ثم أخذ بيد على كرم الله تعالى وجهه فقال : من كنت مولاه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فما كان فى الدوحات أحد إلا رآه بعينه وسمعه بأذنيه .
وروى ابن جرير عن على بن زيد وأبى هرون العبيدى وموسى بن عثمان عن البراء قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فى حجة الوداع فلما أتينا على غدير خم كسح لرسول الله صلى الله عليه و سلم تحت شجرتين ونودى فى الناس الصلاة جامعة ودعا رسول الله صلى الله عليه و سلم عليا كرم الله تعالى وجهه وأخذ بيده وأقامه عن يمينه فقال : ألست أولى بكل امرىء من نفسه قالوا : بلى قال : فان هذا مولى من أنا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فلقيه عمر بن الخطاب فقال رضى تعالى عنه : هنيئا لك أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة وهذا ضعيف فقد نصوا أن على بن زيد وأبا هرون وموسى ضعفاء لايعتمد على روايتهم وفى السند أيضا أبو إسحق وهو شيعى مردود الرواية .
وروى ضمرة بإسناده عن أبى هريرة قال : لما أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم يد على كرم تعالى وجهه قال : من كنت مولاه فعلى مولاه فأنزل الله تعالى اليوم أكملت لكم دينكم م قال أبو هريرة :