السيد جمال الدين الأفغاني
السيد جمال الدين الأفغاني
1254 هـ ـ 1315 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
محمد بن صفدر الحسيني، جمال الدين: فيلسوف الإسلام في عصره، وأحد الرجال الافذاذ الذين قامت على سواعدهم نهضة الشرق الحاضرة. ولد في أسعد آباد بأفغانستان ونشأ بكابل. وسافر إلى الهند. وانتظم في سلك رجال الحكومة في عهد (دوست محمد خان) ثم رحل مارا بالهند ومصر، إلى الاستانة (سنة 1285 هـ ) فجعل فيها من أعضاء مجلس المعارف. ونفي منها (سنة 1288 هـ) فقصد مصر، فنفخ فيها روح النهضة الإصلاحية، في الدين والسياسة، وتتلمذ له نابغة مصر الشيخ محمد عبده، وكثيرون. ونفته الحكومة المصرية (سنة 1296 هـ) فرحل إلى حيدر آباد، ثم إلى باريس. وانشا فيها مع الشيخ محمد عبده جريدة (العروة الوثقى) ورحل رحلات طويلة وتوفي بالاستانة وكان عارفا باللغات العربية والافغانية والفارسية والسنسكريتية والتركية وتعلم الفرنسية والانجليزية والروسية. لم يكثر من التصنيف اعتمادا على ما كان يبثه في نفوس العاملين وانصرافا إلى الدعوة بالسر والعلن. له تاريخ الافغان، رسالة في الرد على الدهريين (1).
آراوه في التقريب: (لا التمس بقولي هذا أن يكون مالك الأمر في الجميع شخصا واحدا، فإن هذا ربما كان عسيرا، ولكني ارجو أن يكون سلطان جميعهم القرآن، ووجهة وحدتهم الدين، وكل ذلك ملك على ملكه يسعى بجهده لحفظ الآخر ما استطاع فإن حياته بحياته وبقاءه ببقائه. إلاّ أن هذا بعد كونه أساسا لدينهم تقضي به الضرورة، وتحكم به الحاجة في هذه الأوقات. هذا آن الاتفاق، هذا الاتفاق إلاّ أن الزمان يواسيكم بالفرص وهي لكم غنائم فلا تفرطوا، ان البكاء لا يحيى الميّت، ان الأسف لا يرد الفائت، ان الحزن لا يدفع المصيبة، ان العمل مفتاح النجاح، ان الصدق والإخلاص سلم الفلاح...)
(ولعل امراء المسلمين قد وعظوا بسوء مغبة اعمال السالفين، وهموا بملافاة امرهم، قبل أن يقضي عليهم بما رزى به المفرطون من قبلهم، ورجاؤنا أن أول صيحة تبعث إلى الوحدة وتوقظ من الرقدة. تصدر عن أعلاهم مرتبة، وأقواهم شوكة، ولا نرتاب في أن العلماء العاملين ستكون لهم اليد الطولى في هذا العمل الشريف، والله يهدي من يشاء ولله الأمر من قبل ومن بعد) (2).
_____________________
1 ـ الأعلام للزركلي 6: 168 ـ 169.
2 ـ العروة الوثقى: 112 ـ 113.