كلمة الإمام الخامنئي في لقاء مع ضيوف مؤتمر الوحدة الإسلامية ومسؤولي الدولة
قضية فلسطين هي المؤشر الرئيسي على اتحاد المسلمين
تزامناً مع الذكرى العظيمة لولادة رسول الإسلام (ص) والإمام الصّادق (ع)، التقى صباح اليوم الأحد 24/10/2021 رؤساء السّلطات الثلاثة، عددٌ من مسؤولي النّظام والضيوف المشاركين في مؤتمر الوحدة الإسلاميّة الدّولي الخامس والثّلاثين بقائد الثورة الإسلاميّة الإمام الخامنئي.
بسم الله الرحمن الرحيم،
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين، وصحبه المنتجبين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أهلا وسهلاً بكم، أيها الحضور المحترمون، أرحّب بكم جميعاً، وبخاصة ضيوف مؤتمر الوحدة الإسلامية الأعزاء والإخوة الذين قدموا إلى هنا من دول أخرى. أبارك بمناسبة الولادة السعيدة للنبي المكرّم والرسول الأعظم - صلى الله عليه وآله وسلم - وكذلك الولادة السعيدة للإمام الصادق - عليه الصلاة والسلام - سنة 83 هجرية الموافقة ليوم ولادة النبي المكرّم (ص).
إنّ ولادة الرسول الأكرم (ص) هي في الواقع بداية مرحلة جديدة في حياة البشر وحدث عظيم وكبير. إنها بشارة ببداية مرحلة جديدة من الإرادة والتفضّلات الإلهية على البشرية. لذلك إن هذه الولادة حادثة عظيمة وكبيرة جداً. حقاً لا يمكن وصف العظمة لولادة الرسول (ص) باللغة المتعارفة والعادية؛ هذه الحادثة كبيرة جداً. قال بعضهم أشياء بلغة الفن والشعر ولا يزالون. وهذا بالطبع تصوير وترسيم لهذه المسألة:
وُلدَ الهدى فالكائِناتُ ضياءُ وفمُ الزَمانِ تَبَسّمٌ وثناءُ(2)
لغة الفن تتحدث على هذا النحو: ولدت الهداية. شعّ النور في كل الوجود. شفتا الزمان فتحتا على التبسّم والثناء. مع مثل هذه التعابير يمكن تقريب العظمة لهذه الحادثة إلى الذهن إلى حدّ ما. إنها حادثة مهمة.
إنّ عظمة ولادة الرسول (ص) كانت بمستوى علوّ منزلة النبيّ، تلك المنزلة العظيمة، إذ لم يخلق الله المتعالي منذ بداية الخلق حتّى نهايته كائناً بهذه العظمة، وبعظمة الأمانة التي وضعها على عاتقه. وبسبب هذه الأمانة العظيمة، يقول الله المتعالي: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ} (آل عمران، 164). يمنّ على البشرية. هكذا هي العظمة. لقد أنزل الله المتعالي الكتاب المكنون على القلب المقدّس للرسول (ص)، وأجراه على اللسان الطاهر والنّقي لذلك العظيم، كما أوكل إليه مشروع سعادة البشر بالكامل، ووضعه على عاتقه وجعله مأموراً بأن يعمل بهذا المشروع وأن يُبلّغه وأن يُطالب أتباعه به أيضاً.
حسناً، نحن الآن أتباع هذا النبي (ص) وننسب أنفسنا إليه، فما واجبنا؟ في كل مرحلة من مراحل الزمان واجب المؤمنين أن يروا في أيّ ظرف هم، وما يتطلبه الدين منهم، وما المهمة التي يوكلها إليهم، وما الذي يجب عليهم التفكير فيه وما عليهم فعله. يجب أن يعرفوا ذلك كله في العصور كافة. طبعاً في هذه المجالات تناقَش علماء الدين والمفكرون كثيراً وتحدثوا وتحاوروا. في هذه الجلسة، أود أن أتحدث بإيجاز في هذه المجالات: نظرة على الأمة الإسلامية، ونظرة على مجمل إيران والجمهورية الإسلامية في إيران.
في ما يتعلّق بالأمة الإسلامية وبالمسلمين كافة، تنبغي الإشارة إلى نقطتين سنتحدث عنهما بإيجاز. إحداهما مسألة أداء الحق لشمولية الإسلام. الإسلام دين شامل ويجب أداء الحق لهذه الشمولية. هذه قضية. والقضية الأخرى هي اتحاد المسلمين. هاتان القضيّتان من أهم القضايا في يومنا. بالطبع لدينا كثير من القضايا اليوم وهذه من أهمها.
بشأن أداء الحق للشمولية لدى الإسلام كان هناك ولا يزال إصرار - في غالبه إصرار من جانب القوى السياسية المادية - على حصر الإسلام في العمل الفردي والعقيدة القلبية. هذا السعي موجود منذ القِدَم. الآن، لا أستطيع تحديد تاريخ محدد، أي أنه بدأ من هذا الزمان. لكن منذ نحو مئة عام، مئة عام ونيّف، شوهد هذا السعي بصورة بارزة في العالم الإسلامي. وقد تضاعف هذا السعي خلال تشكيل الجمهورية الإسلامية. هم يحاولون ألا يعطوا صيغة سياسية لهذا [العمل] وإنما صيغة فكرية، وبالتعبير الأجنبي: Théoriser [التنظير له].
يُكلَّفُ المفكرون والكتاب والناشطون الفكريون وأمثالهم الكتابة عن ذلك وإثبات أن الإسلام لا علاقة له بالقضايا الاجتماعية وقضايا الحياة والقضايا الأساسية للبشرية، [وأن] الإسلام عقيدة قلبية، وعلاقة شخصية مع الله... والأفعال الفردية المترتبة على هذه العلاقة. هذا هو الإسلام! إنهم يصرّون على إثبات ذلك في أذهان مخاطبيهم. من وجهة النظر لدى هذا التوجه السياسي باطنياً والفكري ظاهرياً، يجب استبعاد المجالات المهمة في الحياة والعلاقات الاجتماعية عن تدخل الإسلام. ففي إدارة المجتمع والحضارة ليس للإسلام دور في إنتاج الحضارة وبناء الحضارة الإنسانية، وليس له وظيفة ولا إمكانية! ليس للإسلام دور في إدارة المجتمع ولا توزيع السلطة والثروة فيه، [أي] اقتصاد المجتمع ومختلف قضاياه ليست متعلقة بالإسلام! كذلك قضايا الحرب والصلح والسياسة الداخلية والخارجية والقضايا الدولية. تسمعون أحياناً يقال: «لا تؤدلجوا الدبلوماسية»، لا تشبكوها بالأيديولوجيا، أي لا ينبغي للإسلام أن يُبدي رأياً في السياسة الخارجية والقضايا الدولية، وفي مسألة إشاعة الخير وإقامة العدل ومواجهة الشرور ومواجهة الظلم وصدّ أشرار العالم، وأن الإسلام لا شأن له في هذه المجالات! [يريدون] ألّا يكون الإسلام مرجعية فكرية لا مرشداً عملياً في هذه المجالات المهمة من الحياة البشرية. هذا هو إصرارهم. حسناً ما السبب في هذا الإصرار وما منشؤه ومن أين بدأ؟ هذه مواضيع غير مرتبطة بخطابي اليوم.
ما أريد أن أقوله، أولاً، إن هذه الحركة المعادية للإسلام هي في الغالب من القوى السياسية العظمى في العالم، فهؤلاء ينشطون ويسعون في هذا المجال، ويكون السعي أيضاً بأن يُعبّر عن ذلك عبر ألسن أصحاب الفكر.
طبعاً النصوص الإسلامية تردّ على ذلك صراحة، وعلينا - المسلمين - أن نعير اهتماماً بهذه المسألة. ما أقوله عن «أداء الحق» هو بالدرجة الأولى أن نسعى إلى تبيين وجهة نظر الإسلام عن نفسه، وبأيّ مجالات الحياة يهتم ولديه وجهة نظر فيها أو عمل بها، فنبيّنها ونروّجها ونتحدّث عنها. هذه هي الخطوة الأولى، ثم نسعى إلى تحقيق ذلك.
ما يطرحه الإسلام هو أن مجال النشاط لهذا الدين هو النطاق الكامل لحياة البشر: من أعماق قلوبهم إلى القضايا الاجتماعية، إلى القضايا السياسية، إلى القضايا الدولية، إلى القضايا المرتبطة بالبشرية جمعاء. هذا المعنى واضح في القرآن. أي، إذا أنكر أحد هذه المسألة، فهو بالتأكيد لم يلتفت إلى بيّنات القرآن. في القرآن، يقول في موضع: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} (الأحزاب، 41 و42). المسألة هنا قلبية ومرتبطة بقلب الإنسان، ولكن في موضع آخر يقول: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ} (النساء، 76). هذه موجودة أيضاً. أي من {اذْكُرُوا اللَّهَ} تلك إلى {فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ} هذا كله مجال عظيم وهو ضمن نطاق تصرّف الدين. [أيضاً] يقول في موضعٍ مخاطباً النبي (ص): {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} (المزمل، 2-4). وفي موضع أيضاً، يقول مخاطباً النبي (ص): {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ} (النساء، 84). أي كل هذه المجالات العظيمة من الحياة: من الاستيقاظ في منتصف الليل والتضرّع التوسّل والدعاء والبكاء والصلاة، إلى القتال والحضور في ميدان الحرب، وحياة الرسول (ص) تُظهر هذا نفسَه أيضاً.
في الأحكام المالية، يقول في موضعٍ: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} (الحشر، 9)، وهي مسألة شخصية. وفي موضع آخر: {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ} (الحشر، 7)، [أي] التوزيع الصحيح للثروة، وهي مسألة اجتماعية مئة بالمئة. أو يقول: {لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} (الحديد، 25). في الأساس، جاء الأنبياء والأولياء والجميع لإقامة القسط والعدل. يقول في موضعٍ: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} (النساء، 5)، وفي موضع: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} (التوبة، 103)، أي يعبّر عن جميع أركان القضايا المالية وزواياها بصورة ذلك الفكر العام والنظرة العامة والتوجيه العام، وهي بالطبع يجب التخطيط لها في الممارسة، لكن العموميات والتوجيهات هي التي يعبّر عنها، فالإسلام لديه وجهة نظر في هذه القضايا كلها.
في الأمور الأمنية وقضية الأمن الداخلي للمجتمع: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ} (الأحزاب، 60). قضية الأمن. أو: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ...} (النساء، 83) إلى آخر الآية. فالإسلام لديه كلام في الجوانب المهمة للحياة الاجتماعية للبشر كافة، وما ذكرناها نماذج قليلة لما هو موجود في القرآن الكريم. ترون مئات النماذج من هذا القبيل في القرآن.
مَن هو مِن أهل القرآن وعلى دراية به وبأحكامه يفهم أن هذا هو الإسلام الذي يقدّمه. إن الإسلام الذي يحدده القرآن ويقدّمه إسلامٌ يتدخّل في شؤون الحياة جميعها، ولديه رأي ووجهة نظر ومُطالبة. بالطبع، تنبغي معرفة ذلك والردّ على أولئك الأشخاص الذين يسعون في هذا المجال من أجل إنكار هذه الحقيقة الواضحة.
ونظراً إلى وجود قضايا اجتماعية ومهمات مهمة لتنشئة المجتمع وصناعة الحضارة في الإسلام، يهتم الإسلام أيضاً بقضية الحاكمية. لا يمكن افتراض أن الإسلام يطالب بنظام اجتماعي على نحو ما لكنه لا يحدد مسألة الحاكمية ورئاسة الدين والدنيا وما إلى هنالك. عندما أصبح الدين نظاماً، نظاماً يتعلق بالفرد والمجتمع، وأصبح منظومة لها رأي ومطالبة في القضايا الفردية والاجتماعية كافة، من الضروري تحديد مَن يكون على رأس هذا المجتمع، وما يكون، وأن يعيّن الإمام. لذلك تلاحظون في القرآن أنه ذُكرَ اسم الأنبياء بعنوان الإمام، على الأقل في موضعين. موضعٌ: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ} (الأنبياء، 73)، وأيضاً: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا} (السجدة، 24). فالنبي إمامٌ، إمام المجتمع، قائد المجتمع، آمر المجتمع. لذلك وقف الإمام الصادق (ع) بين الجمع في منى ونادى: «أيها الناس! إن رسول الله كان هو الإمام»(3). فلكي يُفْهِمَ ما هي الحركة الدينية الصحيحة للنبي (ص)، نادى الإمام الصادق (ع) في منى بين الجمع: إن رسول الله (ص) كان هو الإمام. حسناً هذه مسألة [أيضاً].
على مستوى العالم الإسلامي، ثمة واجبٌ على نيّري الفكر الدينيين والعلماء والكتّاب والباحثين وأساتذة الجامعات، وهو أن يبيّنوا ويقولوا، لأن العدو يستثمر في هذا المجال لكي يروّج لخلاف [الحقيقة] ونقيضها.
طبعاً مسؤوليتنا في إيران أثقل في هذا الصدد. والسبب أنه توجد إمكانات أكثر هنا، كما يمكن السعي. فعلى المسؤولين في الدولة خاصة الثقافيين، والذين لديهم منابر اجتماعية مهمة في بعض المناطق، تبيين ذلك.
داخل البلد أيضاً ليس الأمر أنه الآن بعدما تم إنشاء نظام إسلامي في الجمهورية الإسلامية ما عدنا بحاجة إلى تبيين هذه المسألة. لا! الآن في بلدنا أيضاً يُثار تشكيك حول هذا الموضوع، وهناك كلام يُقال، ولدينا نشاط في هذا المجال. حسناً، كان هذا عنواناً مرتبطاً بالعالم الإسلامي.
عنوان آخر له علاقة أيضاً بالعالم الإسلامي هو موضوع الوحدة، قضية اتحاد المسلمين. هذه المسألة مهمة جداً. بالطبع، تحدثنا كثيراً في مجال الوحدة. رحمة الله ورضوانه على إمامنا [الخميني] العظيم الذي أعلن أسبوع الوحدة هذا، وتابعها وتحدث باستمرار عن وحدة المسلمين وأكد وأوصى. ونحن أيضاً قلنا الكثير في هذا الصدد، ومع ذلك، يجب القول بعد.
قبل أن أقول بضع كلمات بشأن وحدة المسلمين، أرى من اللازم أن أستذكر بعض الشخصيات البارزة والمثابرة في مجال الاتحاد الإسلامي. من جملتهم المرحوم الشيخ التسخيري(4) (رض) الذي كان من أكثر العناصر مثابرة في هذا المجال. لقد سعى لسنوات مديدة، وحتى عندما كان مريضاً، كان سعيه متواصلاً. وقبله المرحوم الشيخ محمد واعظ زاده(5) (رض) العالم الجليل، وهو فاضل ومتقن للعلوم الإسلامية، وقد سعى أيضاً في هذا المجال سنوات عدة. هؤلاء من إيران. ومن سوريا الشهيد العظيم الشيخ محمد رمضان البوطي، وهو شهيد عظيم الشأن، وقد سعى كثيراً. لقد كان المرحوم الشيخ محمد رمضان البوطي (رض) أحد العلماء الكبار التقريبيين في العالم الإسلامي. الشهيد السيد محمد باقر الحكيم كان أيضاً من العناصر التقريبيين المهمين. فقد كان هذا الشهيد العظيم المرحوم السيد محمد باقر الحكيم أحد الأشخاص الذين شجّعوني وحرّضوني على إيجاد مجمع التقريب بین [المذاهب] الإسلامية. وفي لبنان أيضاً، كان المرحوم الشيخ أحمد الزين، الذي رحل عن الدنيا أخيراً، من العلماء التقريبيين. كان من المقربين لنا ومن أصدقائنا. وقبله المرحوم الشيخ سعيد شعبان من لبنان، الذي كان أيضاً من أصدقائنا الجيّدين. رحمة الله عليه. لقد كان من المؤمنين باتحاد المسلمين بالمعنى الحقيقي للكلمة، ومن المؤمنين بالتقريب بين المسلمين.
آمل، إن شاء الله، أن يجعل الله المتعالي موضع رحمته ولطفه الأرواحَ الطيبة لكل الأشخاص الذين ذكرناهم والذين لم نذكرهم. كانوا قبل هؤلاء كثيرين أيضاً، من العراق وإيران ومصر وأماكن أخرى. هناك كثيرون ممن سعوا في هذا المجال، ولم أنوِ - ولا يمكنني - ذكر أسمائهم كلهم.
أتحدث ببضع نقاط عن وحدة المسلمين. النقطة الأولى هي أن اتّحاد المسلمين فريضة قرآنيّة حتميّة. فهذا الأمر ليس تابعاً للرغبة، [بل] علينا أن ننظر إليه بصفته واجباً. القرآن الكريم قد أمرَ: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} (آل عمران، 103). أي حتى الاعتصام بحبل الله علينا فعله بالاجتماع، {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا}. حسناً هذا أمرٌ. لماذا نجعل منه قضية أخلاقية؟ هذا أمرٌ وحُكم ويجب العمل به مثل آيات أخرى في القرآن [مثل:] {ولا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} (الأنفال، 46). هذه ملاحظة وهي أن [وحدة المسلمين] فريضة.
النقطة الثانية: وحدة المسلمين واتّحادهم ليسا أمراً تكتيكيّاً ليكون هناك من يتصوّر أن علينا أن نكون متّحدين معاً بسبب ظروف معينة. لا! إنهما أمرٌ أصوليّ. تآزر المسلمين أمرٌ ضروري. إذا اتحد المسلمون، فإنهم يتآزرون ويصيرون جميعاً أقوياء، وحتى أولئك الذين يرغبون - لا مانع في ذلك - في بناء علاقة مع غير المسلمين يفعلون هذا بِيَد ممتلئة عندما يوجد هذا التآزر. لذلك هذه الملاحظة التالية وهي أن [وحدة المسلمين] أمرٌ أصولي وليست تكتيكاً.
النقطة الثالثة هي أن السبب في تشديدنا - الجمهورية الإسلامية - على وحدة المسلمين هو أن المسافة [بينهم] كبيرة. اليوم هناك جهد مستمر لإيجاد خلافات بين فِرق المسلمين، بين الشيعة والسنة، وهو جهد جاد ومخطط له. التفتوا! اليوم دخلت كلمتا شيعي وسني إلى الأدب السياسي الأمريكي! ما علاقة الأمريكيين بالشيعة والسنة؟ منذ سنوات ظهرت مسألة كون المرء سنّياً وشيعياً في الأدب السياسي الأمريكي. نعم، بعض الدول شيعية وبعضها سنية، ورغم أن [الأمريكيين] ضد مبدأ الإسلام ومعادون له، فإنهم لا يتركون مسألة الشيعة والسنة. إذن، هذه الأشياء موجودة. إنهم يؤججون الخلافات يوماً بعد يوم، ويزيدون من سوء التفاهم، ولذلك نعمد إلى التأكيد، وهذا هو السبب في تركيزنا. وكما تلاحظون، الذين تعلّموا على يد أمريكا يعمدون إلى إثارة الفتنة أينما استطاعوا في العالم الإسلامي. وأقرب مثال على ذلك الأحداث المأسوية التي وقعت في أفغانستان خلال يومي الجمعة الماضيين، حيث فجّروا مسجداً للناس والمسلمين أثناء أداء الصلاة(6). من الذي يُفجِّر؟ «داعش»! من هي «داعش»؟ «داعش» تلك الجماعة نفسها التي قال الأمريكيون - الحزب الديمقراطي الأمريكي [الموجود حالياً في السلطة] - صراحةً إنهم صنعوها. طبعاً الآن لا يقولون ذلك بل ينكرون، لكنها نشأت من عندهم، ولقد بيّنوا ذلك بصراحة. لذلك من الضروري متابعة هذه القضيّة.
النقطة الرابعة هي ألا نتخيل أننا بهذا [العمل]، أي نجلس كل عام في أسبوع الوحدة ونلقي محاضرات ونتحدث، أو نجلس جلسة واحدة وجلستين أخريين في هذا الطرف من العالم وذاك ونتحدث، نكون قد أدينا واجبنا. لا! لا تنتهي المسؤوليّة مع القيام بهذه الأمور؛ من الضّروري أن يكون كلّ شخص، في أيّ نقطة، وفي أيّ مكانٍ حضر محوراً لموضوع الاتّحاد المهمّ. فلنناقش ونبيّن ونحثّ ونخطط ونقسّم العمل في هذه المجالات. إنه أمر ضروري لفعله. الآن، على سبيل المثال، في حالة أفغانستان التي ذكرتها، عندما نقول التخطيط، تكون إحدى الطرق لمنع هذه الحوادث أن يشارك المسؤولون الأفغان الحاليون المحترمون في مراكز هذه المساجد بأنفسهم ويحضروا الصلاة، أو أن يشجعوا الإخوة من أهل السنة على الحضور في هذه المراكز. عندما نقول أنْ يخططوا، يمكن على سبيل المثال أداء مثل هذه الأعمال في العالم الإسلامي.
النقطة التالية هي أن أحد أهداف الجمهورية الإسلامية التي حددناها بناء حضارة إسلامية جديدة. فأحد أهداف الجمهورية الإسلامية وأهداف الثورة الإسلامية بناء حضارة إسلامية جديدة، الحضارة الإسلامية بالنظر إلى قدرات اليوم وحقائقه ووقائعه. إن ذلك غير ممكن إلا بوحدة الشيعة والسنة، فلا يمكن لدولة واحدة أو طائفة واحدة فعل ذلك. لهذا على الجميع التعاون مع بعضهم بعضاً. هذه هي النقطة التالية. وهي ضرورة أخرى.
نقطة أخرى - النقطة السادسة - [هي] أن المؤشر الرئيسي على وحدة المسلمين قضيةُ فلسطين. قضية فلسطين هي المؤشر. إذا تحقق اتحاد المسلمين، فإن القضية الفلسطينية ستُحلُّ حتماً على أفضل وجه. وكلّما بذلنا جدية أكثر في قضية فلسطين من أجل إحياء حقوق الشعب الفلسطيني، اقتربنا أكثر من اتحاد المسلمين. إن قضية التطبيع الأخيرة - للأسف، أخطأت بعض الحكومات وارتكبت خطأ كبيراً وأذنبت وطبّعت مع الكيان الصهيوني الغاصب والظالم – هي حركة مناهضة للوحدة الإسلامية والاتحاد الإسلامي. عليهم أن يعودوا عن هذا المسار وأن يعوّضوا عن هذا الخطأ الكبير. حسناً، هذه مسألة الاتحاد. لذلك، ما أردنا قوله في ما يخص أبعاد المجتمع الإسلامي والعالم الإسلامي هما النقطتان اللتان عرضناهما.
[الآن] ما هو مرتبط ببلدنا: مع أن المخالفين وأعداء الدين وأتباع أمريكا قد حكموا البلاد سنوات طويلة، فإن الناس كانوا مؤمنين دائماً. إن الشعب الإيراني - الحمد لله - كان على هذا النحو منذ القدم، واليوم نرى أنفسنا أتباعاً للنبي (ص) أكثر من أي وقت مضى. حسناً، ما شكل الاتّباع؟ التفتوا بعناية إلى كلمة «اتّباع»؛ معناه أن نتبعه ونتحرك خلفه. كيف نتحرك؟ القرآن أيضاً قد طلب منّا هذا: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} (الأحزاب، 21). الأسوة تعني النموذج. حسناً، علينا أن نتبع هذا النموذج، وأن نُوجد في عملنا تلك الخصوصيات التي كانت حاضرة في عمله، أي أن نتّبعه في تلك الصفات التي كان يتمتع بها في الأخلاق. بالطبع، في ظل هذه السّعة هذا ليس عمل أيٍّ كان، أي نحن أصغر بكثير من أن نتحرك بهذا السعة، لكن علينا أن نبذل الجهد في هذا الصدد.
حسناً، الخصال الحميدة للنبي (ص) ليست واحدةً أو اثنتين إلى عشرة. سألوا الزوجة المُكرّمة للنبي (ص) عن أخلاقه، فقالت: «كانَ خُلقُهُ القُرآن»(7). كان النبي (ص) قرآناً متجسداً، وهذا باب واسع. لقد اخترت ثلاث نقاط عن الرسول الأكرم (ص) وخصاله، إذ إن اختيار هذه النقاط الثلاث كأن الإنسان قد اختار ثلاث نجوم من هذه المجرة الضوئية. فعلينا - شعبَ إيران - أن نعتمد على هذه النقاط الثلاث في الجمهورية الإسلامية، وأن نولي الأهمية لهذه النقاط الثلاث ونتابعها. هذه النقاط الثلاث هي: الصبر والعدالة والأخلاق.
الصبر شيء بارز في سيرة الرسول (ص). بالطبع هناك عشرات الآيات عن الصبر ومفهومه وواجبه في أجزاء مختلفة من القرآن، ولكن الصبر المرتبط بالنبي (ص) كثير أيضاً. هناك أكثر من عشرة موارد - ربما نحو عشرين - موجهة إلى النبي (ص) عن الصبر. المهم هو أن الله المتعالي قد أمر النبي (ص) بالصبر منذ بدء البعثة. [جاء] في سورة المدثر: {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7)}، وفي سورة المزمّل: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ (10)}. المدثر والمزمل من أوائل السور التي نزلت على النبي. فمن الخطوة الأولى، يقول الله المتعالي للنبي (ص) إنه يجب عليك أن تصبر. نعم، لقد دوّنت هنا أنه في نحو عشرين موضعاً موجّهاً إلى النبي (ص) قد أُمر بالصبر: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} (القلم، 48). ماذا يعني الصبر؟ الصبر يعني الثبات. ومعلوم أن الصبر في روايات كثيرة ينقسم إلى الصبر عن المعصية، والصبر على الطاعة، والصبر في مواجهة الحوادث(8). حسناً الصبر يعني الثبات: ثبات الإنسان في مواجهة الميل إلى الذنب، الثبات في مواجهة الخمول والبطالة والكسل، الثبات في مواجهة العدو، أن يصون نفسه في مواجهة المصائب المختلفة، أن يحفظ نفسه ويثبت. هذا معنى الصبر. الصبر يعني الثبات. نحن بحاجة اليوم إلى الثبات أكثر من أي شيء آخر.
أنتم، أيها المسؤولون الموجودون هنا، يا مسؤولي البلد على اختلاف المستويات، الصبر هو أهم أمر لكم. عليكم الثبات والمقاومة وتحمّل الضغوط والمصاعب، والمضيّ قدماً، فيجب ألّا تتوقفوا. إن لازمةَ الصبر والثبات بالنسبة إليّ وإليكم – المسئولين في هذا البلد - هو ألّا نتوقف. يجب ألّا تتوقف الحركة بل لا بدّ أن تستمر. هذا صبر. {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} (الأحزاب، 21). هذا هو اتباع النبي.
ثانياً العدل والإنصاف. إنّ من أهم الأهداف من بعثة الأنبياء وربما أهمها العدل؛ {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} (الحديد، 25). في الأساس، كان الهدف من إرسال الرسل وإنزال الكتب القيام بالقسط. إقامة المجتمع على أساس العدل والقسط. جاء في القرآن الكريم نقلاً عن النبي (ص): {وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ} (الشورى، 15). هذا أمر الله أيضاً في ضرورة تحقّق العدالة. العقلاء كلهم في العالم أيضاً يقبلون هذا. فحتى أكثر قوى الظلم وعناصر الشر في العالم لا يمكنهم إنكار حُسن العدالة بل هناك ممن يمارسون الظلم يدّعون العدالة بوقاحة تامة! القرآن الكريم يرى العدالة ضرورية حتى مع الأعداء. يجب ألّا نظلم هذا الشخص الذي هو عدونا: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} (المائدة، 8). عليك أن تتصرف حتى مع العدو بعدالة. إذن، هذه مَهمّة أخرى، [والمُخاطب] مرة أخرى نحن - المسؤولين - بالدرجة الأولى. مهما كان القرار الذي تتخذه، ومهما كانت المقررات التي تتخذها، سواء في مجلس الشورى الإسلامي حيث تقرّ قانون، أو في الحكومة أو القطاعات الإداريّة المختلفة في أنحاء البلاد جميعاً، فإن من أهم الأمور التي يجب أن تفكر فيها قضيّة العدالة: هل هذا يتوافق مع العدالة أو لا؟ هناك أماكن يلزم فيها إعداد ملحق للعدالة لذاك المقرر كي يتضح أنه يتمّ إجراء المقرّر وتطبيق هذا القانون طبقاً للعدالة.
النقطة الثانية هي أننا إذا أردنا التزام العدالة، ينبغي الالتفات إلى أن العدالة ليست مجرد العدالة في تقسيم الأموال والثروة، بل العدالة في كل شيء. التصرّف بعدالة [في كل شيء]. اليوم يشاهد الإنسان غياباً لمراعاة العدالة أحياناً في الفضاء المجازي، فيقولون عكس الحقيقة ويقذفون التهم ويكذبون ويتحدّثون دون علم. هذا ظلم لا ينبغي فعله. على ذاك الشخص الذي ينشط في الفضاء المجازي أن يراقب نفسه، وعلى الشخص المُشرف على الفضاء المجازي أن يهتمّ بنحو أكبر حتى لا تحدث هذه الأمور. [يجب أن] نتعلّم ونعتاد معاملة الناس بإنصاف وعدل. عندما تتحدّث، قد تكون [علاقتك] سيّئة مع شخص ما، وقد لا تتقبله. لا مشكلة في ذلك. من الممكن أن يكون رأيك صحيحاً أيضاً لكن يجب ألّا يتلوث هذا بالافتراء والكذب والشتائم وهذه الأشياء. فالتلوّث بها سيئ للغاية. هذه قضيّة العدالة أيضاً.
أخيراً موضوع الأخلاق... اتباع النبي في الأخلاق، إذ قال الله المتعالي: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم، 4). الشيء الذي يقول الله، خالق العظمةِ، إنّه عظيم، هو خارق للعادة من ناحية العظمة... {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}. يجب النظر إلى هذه الأخلاق دائماً بمنزلة الدليل لنا. [علينا التحلي بـ] الأخلاق الإسلامية: أن نتواضع، وأن نسامح. هذه هي الأخلاق الإسلامية. والتساهل في الأمور الشخصية. [لكن] في القضايا العامة وما يتعلق بحقوق الناس والحقوق العامة وحقوق الآخرين فلا، أي لا يجوز التساهل، ولكن في الأمور الشخصية يجب أن نتساهل وأن نتهاون. [أيضاً] الإحسان واجتناب الكذب والابتعاد عن التهمة وتجنّب سوء الظنّ بالمؤمن والعفو عن المؤمنين. إن المضمون الرئيسي لأحد أدعية الصحيفة السجاديّة(9) هو هذا: أن يا ربّ، أيّ شخص قد ظلمني ونسب إليّ [أمراً] غير صحيح وأخطأ، ولديّ مظلمة في عنقه، فقد عفوت عنه. هذا دعاء الإمام السجّاد (ع) في الصحيفة السجّاديّة. هذه هي [الأخلاق] وما يجب علينا أداء واجبنا بها.
أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، لا بدّ من العمل والإقدام. لا تنتهي المسائل بالادّعاء، أي ندعي أننا مسلمون وأننا جمهورية إسلامية. يجب أن نكون مسلمين حقّاً وأن نتبع النبي (ص). هذه الولادة العظيمة، هذه الولادة المباركة، هي فرصة للتفكير في هذه القضية ودراستها، واتّخاذ العزم الراسخ لأنفسنا في هذا الطريق.
مرّة جديدة أبارك لكم جميعاً، أبارك للشعب الإيراني العزيز، وأبارك لكل مسلمي العالم وللأمة الاسلامية، وأبارك لأحرار العالم. السلام على الأرواح الطيبة لشهداء طريق الإسلام وطريق المدرسة النبوية، وسلامٌ على الروح الطاهرة لإمامنا [الخميني] العظيم الذي فتح لنا هذا الدرب وأرشدنا إلى هذا العمل العظيم. نسأل الله العلي القدير الرحمة والرضوان لهم جميعاً، والتوفيق للشعب الإيراني عامّة، وأنتم - المسؤولين - على وجه الخصوص وكذلك الضيوف ونحن.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الهوامش:
1- في بداية هذا اللقاء، ألقى كلمةً رئيس الجمهورية، حجة الإسلام والمسلمين السيد إبراهيم رئيسي.
2- للشاعر المصري أحمد شوقي.
3- الكافي، ج. 4، ص. 466.
4- الشيخ محمد علي التسخيري، الأمين العام السابق لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية.
5- الأمين العام الأول لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية.
6- استُشهد وجُرح أكثر من 300 شخص في هجومين انتحاريين استهدفا مسجدين للشيعة أثناء إقامة صلاة الجمعة في مقاطعتي قندوز وقندهار يومي 8 و15 تشرين الأوّل/أكتوبر الجاري، وقد أعلن تنظيم «داعش» التكفيري والإرهابي مسؤوليته عن التفجيرات.
7- مرآة العقول في شرح أخبار آل الرّسول، ج. 3، ص. 236.
8- الكافي، ج. 2، ص. 91.
9- الدعاء التاسع والثلاثون.