شرح حديث نبوي حول المؤمنين الذين تفوق منزلتهم منزلة صحابة رسول الله (ص)

شرح حديث نبوي حول المؤمنين الذين تفوق منزلتهم منزلة صحابة رسول الله (ص)
ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي مقطع فيديو يتضمّن شرح الإمام الخامنئي في مستهلّ بحث الخارج في الفقه لحديث نبوي يُصرّح فيه رسول الله بأنّ أولئك يؤمنون به ويُجاهدون في سبيل الله ويُضحّون من أجل الإسلام دون أن يشاهدوه أعظم منزلة من منزلة أصحابه الذين عاصروه ورأوه.
 

اَخبَرَنا اَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَخلَدٍ قالَ: حَدَّثَنا اَبو جَعفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَمرِو بنِ البَختَري الرَّزّازُ اِملاءً فِي السَّنَةِ المُقَدَّمِ ذِكرُها قالَ: حَدَّثَنا سَعدانُ بنُ نَصرٍ قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ مُصعَبٍ القِرقِساني قالَ: حَدَّثَنا الاَوزاعي، عَن اَسيدِ بنِ خالِدِ بنِ دُرَيكٍ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَيريزٍ قالَ: قُلتُ‏ لِرَجُلٍ‏ مَن‏ اَصحابُ‏ النَّبي‏ (صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِه) ــ قَالَ الاَوزاعي: حَسِبتُ اَنا اَنَّهُ يُكَنّى اَبا جُمُعَةٍ ــ حَدِّثنا حَديثاً سَمِعتَهُ مِن رَسولِ اللّهِ (صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِه) قالَ: لَاُحَدِّثَنَّكَ حَديثاً جَيِّداً: تَغَدَّينا يَوماً مَعَ رَسولِ اللَّهِ (صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِه) وَ مَعَنا اَبو عُبَيدَةَ بنُ الجَرّاحِ فَقُلنا: يا رَسولَ اللّهِ هَل اَحَدٌ خَيرٌ مِنّا، اَسلَمنا مَعَكَ وَ جاهَدنا مَعَكَ قالَ: بَلى قَومٌ مِن اُمَّتي يَأتونَ مِن بَعدِكُم فَيُؤمِنونَ بي. (1)

قُلتُ‏ لِرَجُلٍ‏ مَن‏ اَصحابُ‏ النَّبي‏ (صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِه) ــ قَالَ الاَوزاعي: حَسِبتُ اَنا اَنَّهُ يُكَنّى اَبا جُمُعَةٍ ــ  حَدِّثنا حَديثاً سَمِعتَهُ مِن رَسولِ اللّهِ (صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِه)
وجد شخص [عبد الله بن محيريز] فرصة والتقى بأحد أصحاب الرسول – ويقول الأوزاعي ظننت أن كنية هذا الشخص الذي يروي عنه أبو جمعة – وأراد أن ينتفع منه، فقال له: إرو لنا حديثاً سمعته عن الرسول. 

قالَ: لَاُحَدِّثَنَّكَ حَديثاً جَيِّداً: تَغَدَّينا يَوماً مَعَ رَسولِ اللَّهِ (صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَآلِه) وَ مَعَنا اَبوعُبَيدَةَ بنُ الجَرّاحِ فَقُلنا: يا رَسولَ اللّهِ هَل اَحَدٌ خَيرٌ مِنّا، اَسلَمنا مَعَكَ وَجاهَدنا مَعَكَ
قال له ذلك الصحابي سأروي لك حديثاً جيداً، ذات يوم كنا مع الرسول الأكرم على مائدة فطور أو غداء وأكلنا معه، وكان معنا أبو عبيدة بن الجراح وهو من الرجال المعروفين المحيطين بالرسول. فقلنا للرسول: هل تعرف أناساً أفضل منا؟ فنحن آمنا بك في البداية واخترنا الإسلام ديناً ثم صحبناك وقاتلنا معك، فما يمكن أن يكون أفضل من هذا؟ هل تعرف أناساً أو شخصاً أفضل منا؟

قالَ: بَلى قَومٌ مِن اُمَّتي يَأتونَ مِن بَعدِكُم فَيُؤمِنونَ بي
قال الرسول (صلى الله عليه وآله) أفضل منكم أناس يؤمنون بي ولم يروني. تقرأون في دعاء السمات: «وَآمَنّا بهِ وَلَم ‌نَرَهُ صِدقاً وَعَدلاً» (2). أي إننا آمنا بالرسول، و«صدقاً وعدلاً» قيد لـ «آمنا» من دون أن نشاهد الرسول. الذين لم يشاهدوا ذلك الوجود النيّر وتلك المعاجز وتأثيرات أنفاسه، ولم يروا تجسد التوحيد وتجسم الأخلاق والفضيلة وكل تلك المطامح والآمال التي يمكن أن تخطر بأذهان أسمى البشر، وقد تجسدت كلها في الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ومع ذلك آمنوا به وأدوا واجباتهم الشرعية وجاهدوا في سبيل الله، واضح أنهم أفضل منكم، وهذا صحيح فهو مقتضى العقل والقواعد. 
قال الإمام الخميني (رضوان الله عليه) إن الأشخاص الموجودين الآن إمّا هم أرقى من أصحاب الرسول أو ليسوا بأدنى منهم (3). وهذا هو الواقع. الشاب المؤمن المخلص الذي يغض الطرف عن كل ملذات الحياة وآمال الشباب وكل الشهوات والمطامح والحياة المريحة وعن أبيه وأمه وزوجته وأبنائه، ويذهب للجهاد في سبيل الله – إما في جبهات الدفاع المقدس كما في تلك الفترة أو في جبهات الدفاع عن المقدّسات مثل زماننا هذا، أو الدفاع عن الأمن، لا فرق بين هذا وذاك – هو أسمى وأعلى من أولئك. ويجب معرفة قدر هذه الحالة. ومعرفة قدرها بأن نعمل حقاً بالشكل المتوقع منا، وخصوصاً نحن المعممين الذين نعتبر مراجع لدين الناس وهم يريدون أن يسألونا عن دينهم، فيجب أن نتقيد بالدين. وإذا فرضنا على أنفسنا التقيد بالتقوى والورع عن المحارم وعدم الميل لبهارج الدنيا المادية وجمالياتها وما إلى ذلك، وفرضنا على أنفسنا هذا المعنى، فسنكون بلا شك أفضل من أولئك. 

الهوامش: 
1 – أمالي الطوسي، المجلس الرابع عشر، ص 391 . 
2 – مصباح المتهجد، ج 1 ، ص 419 . 
3 – صحيفة الإمام الخميني، ج 21 ، ص 410 (بقليل من الاختلاف).