الى أبناء الأمة الذين يحملون هموم الوحدة والتقريب
رسالة الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب إلى أعضاء المجلس الأعلى للمجمع وأعضاء الجمعية العامة للمجمع
و اليكم نص الرسالة :
" بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين.
حضرات السادة أعضاء المجلس الأعلى للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية.
حضرات الإخوة والأخوات أعضاء الجمعية العامة للمجمع.
أبناء الأمة الذين يحملون هموم الوحدة والتقريب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني ويشرفني وأنا في بداية تسلمي مسؤولية الأمين العام للمجمع أن أخاطبكم بهذه الرسالة المقتضبة راجياً أن يتواصل اللقاء بيننا بأي طريق مناسب ممكن ، فذلك مما يساعدني في النهوض بهذه المسؤولية الخطيرة.
لا يخفى عليكم ما تتطلبه الظروف الراهنة للعالم الاسلامي من بلورة مشاريع عملية قائمة على أساس مدروس متفهم للواقع وبعيد عن الوهم والمبالغة وتكريس الذات.
إن تأكيد السيد القائد في حكم التعيين على استثمار الطاقات العقلانية المؤمنة على مسيرة التقريب يفتح أمامنا آفاقاً رحبة من العمل الجاد المثمر الرافض للأوهام والشعارات الفارغة ويحفّزنا نحو ممارسة نشاطات لها عائد ملموس مؤثّر.
إنّ مخططات التفرقة بين المسلمين عميقة واسعة مدعومة بإمكانيات مادية وفكرية هائلة، ولابدّ أن يكون التصدّي لها على أعلى مستويات ما يمكن من الدقة والحذر واستثمار الطاقات المتاحة بعد الاستعانة بالله سبحانه وتعالى.
وثمة تكليف آخر ورد في حكم التعيين وهو مواصلة مساعي مَن سبقنا في إدارة المجمع مع التأكيد على (تجديد البناء)، وهذا يتطلب التعاون مع كل مَن رفد المجمع بعلمه وفكره وعمله ومشاريعه، مع التوجه نحو التجديد والتحديث وفق ما تتطلبه المرحلة الراهنة.
ولقد ذكرت في حفل التوديع والتعريف الذي أقيم في بداية تولي المسؤولية إن العالم الاسلامي يمتلك طاقات هائلة تؤهله لمواجهة التحديات.
وذكرت أن مشروعي لتطوير مجمع التقريب يقوم على المحاور التي بينها السيد القائد في أحاديثه وتتضمن أربع مراحل:
الأولى: إجتناب أي نزاع وإساءة بين المجتمعات والحكومات والمذاهب الاسلامية. وهذه بداية الحركة نحو الوحدة.
الثانية: التعاون والاتحاد أمام العدوّ المشترك الذي يسعى لتمزيق العالم الاسلامي والسيطرة على مقدراته وإذلاله.
الثالثة: التكامل في مجالات التعاون من أجل تقوية العالم الاسلامي في حقل العلم والأمن والثروة والاقتدار السياسي.
الرابعة: تحقيق استئناف مسيرة الحضارة الاسلامية من أجل إقامة الحضارة الاسلامية الحديثة على مستوى متطلبات العصر الراهن.
وأشرتُ هناك أن تعاون المذاهب الاسلامية والتقريب بينها يتحقق على صعيد اتخاذ سيرة رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام قدوة لنا استجابة لقول تعالى: Pلَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ .
كما ذكرت أن السيد القائد ركز في حكم التعيين على تجديد بناء المجمع وحركة التقريب وأن هذا التجديد يقوم في مشروعنا على ثلاثة محاور: تبادل المعلومات، وتعاون الشعوب والدول والفرق الاسلامية، ومواصلة هذا التعاون على مرّ السنين. ولابد من التأكيد على أهمية الإعلام وإقامة شبكة من الاتصالات على مستوى مواجهة مخططات العدو الاعلامية.
كل ذلك يستوجب أن استمد العون - بعد الله تعالى – من العلماء والمفكرين والمبدعين وكل من يستطيع أن يساهم في دفع مسيرة وحدة الأمة والتقريب بين مذاهبها.
ولابد في الخاتمة أن أتقدم بالشكر لكل من سبقني في حمل هذه المسؤولية سائلا الله سبحانه أن يعيننا في هذه المهمة بفضله ومنّه وبمعونة عباده المؤمنين الصالحين إنه سبحانه ولي التوفيق.
أخوكم
حميد شهرياري
الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية "