آية الله الاراكي في مجلس تأبين شهداء نيجيرية : منظمات حقوق الانسان الدولية مطالبة بالتدخل لاطلاق سراح الشيخ زكزاكي

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها آية الله الاراكي في الحفل التأبيني الذي أقيم في صحن السيدة معصومة بمدينة قم المقدسة احياءً لذكرى شهداء نيجيرية ، مشيراً الى الآية الشريفة " وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ " ، و لافتاً : ان الفاجعة الكبرى التي أودت بحياة جمع من المسلمين في نيجيرية البلد الاسلامي الكبير ، تعتبر احدى اكثر فواجع القرن إيلاماً و مأساوية.
و أضاف سماحته : لقد استشهد المئات من الابرياء الطهر المتقين الازكياء ، الذين اجتمعوا للاحتفاء بالنبي محمد (ص) و آل محمد (عليهم السلام) ، و احياءً لذكرى الله و رسوله ، في وضع مأساوي مروّع دون أي ذنب .
و شدد آية الله الاراكي : لابد للمجتمع الانساني من اظهار ردة فعل إزاء هذا الحادث البشع .. لابد لأدعياء حقوق الانسان و رؤساء الدول خاصة الدول الاسلامية ، من التعبير عن مواقفهم إزاء هذا الحادث و هذه الجريمة النكراء .
و انتقد سماحته مواقف قادة بعض الدول الاسلامية موضحاً : أن ما يدعو الى الأسى و الحزن حقاً ، أن نرى أن زعماء بعض الدول الاسلامية ليس لم يظهروا أية ردة فعل إزاء هذا الحادث فحسب ، و إنما اعربوا عن دعمهم و مساندتهم للمسببين له . مضيفاً : الغريب أن حادثاً ارهابياً بهذا الحجم يقع في قلب افريقيا ، دون أن يعبأ به الساسة في افريقيا و العالم أو يظهروا أية ردة فعل تجاهه .
و لفت الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : ثمة مسؤولية تقع على عاتق حملة الاقلام و اصحاب المنابر الاعلامية ، و اصحاب النفوذ و السلطة ، بالاعراب عن دعمهم و تضامنهم مع شهداء نيجيرية ، و التعبير عن احتجاجهم و استنكارهم لهذا العمل الجبان ، و المطالبة بإنزال اشد العقوبات بمرتكبي هذه الجريمة النكراء .
و مضى سماحته يقول : لابد للجميع من ايصال صرخات ادانتهم و استنكارهم لهذا الحادث الى اسماع شعوب العالم ، و أن هذا الاجتماع الحاشد الذي يقام اليوم بمدينة قم إنما هو لإيصال احتجاج الحوزات العلمية في ايران الى اسماع العالم .
و أضاف آية الله الاراكي : أننا نرى بأن مرتكبي هذه الجريمة هم جناة ضد الانسانية و ضد حقوق الانسان ، و أنهم لا يتوانون عن ارتكاب جرائم مشابهة أخرى إذا ما سنحت لهم الفرصة لذلك ، و لهذا ينبغي للمحاكم الدولية ملاحقة هؤلاء الجناة و الاقتصاص منهم .
و تابع سماحته : أننا نعلن من هذا المنبر بأننا لن ندع مرتكبي هذه الفاجعة الكبرى و شأنهم ، و سوف نلاحق هؤلاء المجرمين - نحن و جميع الاحرار في العالم - و تقديمهم للمحاكم لينالوا جزائهم .
و شدد الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، على ضرورة اطلاق سراح الشيخ زكزاكي ، موضحاً : أننا نطالب بالافراج عن آية الله الشيخ زكزاكي سريعاً ، و توفير مستلزمات السلامة و الحرية كاملة لهذا الزعيم الروحي البارز و العالم المتقي . كما نؤكد على وجوب تحرك المنظمات الحقوقية الدولية ، و تضافر جهود الساسة و المفكرين النيجيريين ، للمطالبة باطلاق سراح الشيخ زكزاكي و نيل حريته .
و أشار آية الله الاراكي : أن الشهداء المظلومين ضحايا هذه الجريمة النكراء ، لم يرتكبوا ذنباً يذكر ، و أن كل ما فعلوه هو أنهم احتشدوا للاحتفاء بالنبي محمد (ص) و آل محمد (عليهم السلام) ، و احياءً لذكرى الله و رسوله ، و لكن تم التصدي لهم بالحديد و النار و قتلهم ظلماً و عدواناً ، و لاشك أن أجرهم محفوظ عند ربّ العزة . و سوف ينعم عليهم الله تعالى بفضله ، و ان فضل الله سوف يتوّج بأن ينالوا المقام و الرفعة في نيجيرية و افريقيا ، أنه وعد الله .
و في جانب آخر من كلمته أشار آية الله الاراكي الى آثار و تبعات استشهاد المسلمين النيجيريين موضحاً : أن اولى
الرسائل التي تبعث بها دماء شهداء نيجيرية هي ، أن المجتمع الاسلامي الملتزم و اتباع أهل البيت (عليهم السلام ) في هذا البلد و في افريقيا ، سوف يواصل طريقه بالمزيد من الاصرار و الاقدام و الشجاعة .
واضاف سماحته : أما الرسالة الثانية تكمن في البشرى الالهية بتحقق المزيد من النعم و الفضل الالهي ، و تكريس عزة المسلمين و رفعتهم في نيجيرية .
و لفت الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، الى واقعة كربلاء باعتبارها خير نموذج على شهادة اولياء الله ، الذي استطاعوا أن يخلدوا نهج محمد (ص) و آل محمد في المجتمع الاسلامي . ذلك ان الدافع الاجتماعي و الثوري الفاعل و المؤثر الذي ظهر في المجتمع الاسلامي بوحي من الشهادة في كربلاء ، يتجلى اليوم في سيل الحشود المتدفقة لإحياء ذكرى اربعينية الامام الحسين (ع) .
و خلص آية الله الاراكي للقول : أن ما حدث في نيجيرية و شهدته افريقيا ، ما هو إلا أول الطريق ، و مهما تمادى هؤلاء المجرمون في غدرهم و اجرامهم ، فأن نداء الامام الحسين سوف يتعالى أكثر فأكثر في ربوع نيجيرية و افريقيا عموماً ، و يزداد اسم محمد (ص) و آل محمد أتباعاً و تألقاً و حضوراً .