السید محمد رضا مرتضوي :

هزائم العدو الصهيوني المتتالية على مدى 50 يوما بعد "الطوفان"

هزائم العدو الصهيوني المتتالية على مدى 50 يوما بعد "الطوفان"

اليوم وبعد مرور اكثر من 50 يوما على "عملية طوفان الاقصى" النوعية التي انطلقت في السابع من اكتوبر 2023م، في اطار الدفاع المشروع للشعب الفلسطيني المظلوم عن ارضه ومقدساته ضد الكيان الصهيوني، لقد تجلت منجزات هذه الملحمة الحماسية اكثر فاكثر.


وقد شوهدت هذه الانجازات اكثر من اي شيء، في الهزائم المتتالية التي تكبدها العدو الصهيوني في اكثر من جبهة؛ نستعرض في هذه العجالة قسما منها :

الهزيمة الاولى كانت استخباراتية وامنية، حيث ان الكيان الغاصب تعرض لضربة مشينة رغم كل ما يدعيه بشان "تفوقه الامني والاستخباري"، لكن الصولة التي نفذتها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) شكلت صدمة مباغتة بامتياز لهذا الكيان.

وعليه فإن العدو الصهيوني سوف يكون عاجزا لسنوات طويلة في استعادة قدراته الرادعة بالمستوى الذي كان عليه في مرحلة ما قبل "الطوفان".

الهزيمة الثانية التي تعرض لها العدو، تمثلت في انهيار سمعته بشكل واسع لدى الراي العام العالمي، والتداعيات السلبية التي ترتبت على هذا الفشل الذريع، بما في ذلك :

أ) لقد ادت عملية طوفان الاقصى الى بثّ الشعور بالتضامن مع شعب مظلوم احتُلت اراضيه، ورغم ان بعض الشعوب صُدمت تاثرا باكاذيب حكوماتها في دول اوروبا وامريكا، والاحصائيات المفبركة التي انتشرت بشان "ضحايا الهجوم الذي نفذته حركة حماس داخل الاراضي المحتلة"، لتعرب تلك الشعوب عن تضامنها مع الصهاينة وتنديدها بالحركة، لكن نتائج الهجمات الوحشية وجرائم الابادة الجماعية التي نفذها العدو في معرض الرد، على اهل غزة بمن فيهم النساء والاطفال والرضع والمشافي، بددت كل هذه المزاعم عند الراي العام وقلبت المعادلات على حساب الكيان الصهيوني ولمصلحة الشعب الفلسطيني المقاوم.  

ب) النقطة الثانية التي ينبغي التركيز عليها في هذا الخصوص، تبلورت في اعادة توجيه بوصلة الراي العام العالمي نحو القضية الفلسطينية باعتبارها القضية الرئيسية للعالم الاسلامي، وذلك بعد فترة طويلة من التهميش وايضا تحجيم اهمية فلسطين، والتغطية على جرائم "اسرائيل" بحق القدس الشريف والفلسطينيين.

ان ما حدث في السابع من اكتوبر  2023 م داخل غزة والاراضي المحتلة، اظهر من جديد اهمية القضية الفلسطينية على الصعيد الدولي واوصل نداء استغاثة شعبها المضطهد الى مسامع العالمين اكثر من اي وقت مضى.

ولا شك ان للراي العام وقع كبير ومصيري في المعادلات الدولية، حيث لا يمكن لاي دولة او كيان تجاهل تاثيره؛ وعلى سبيل المثال الزلزال الذي هز كيان الحكومة البريطانية خلال الاسابيع الاخيرة بفعل الجماهير المليونية التي جابت شوارع المملكة المتحدة تضامنا مع اهل غزة الصامدين واستنكبار للكيان الصهيوني قاتل الاطفال والنساء، شكل جانبا بسيطا فقط من هذه التطورات.

لقد ولى زمن كتابة التاريخ على ايدي الغزاة والمعتدين، وقد سادت المنطقة اليوم ظروف تختلف كثيرا عن ما كانت عليه في عام 1948م حيث الانظمة المتغطرسة التي كانت تمارس ما يحلو لها بحق الشعوب دون الاكتراث الى التداعيات وردود الافعال.

لذلك، فقد شكلت التدابير البشعة التي لجأ اليها الكيان الصهيوني الفاشل والجرائم التي مارسها على مدى اكثر من 50 يوما بعد انطلاق طوفان الاقصى، لم تحقق له شيئا سوى المزيد من الخزي والخذلان، واتساع نطاق الكراهية لدى الراي العام والشعوب في انحاء العالم تجاه السلوك الاجرامي لهذا الكيان.

الهزيمة الثالثة التي اصابت الكيان الصهيوني، تمثلت في الخسائر الاقتصادية الفادحة وانعدام الثقة الكبير الذي يشعر به المستثمرون تجاه الوضع الراهن داخل الاراضي المحتلة بعد عملية "الطوفان"؛ هذا الواقع سيطفو على السطح اكثر فاكثر خلال الايام القادمة، وسيُظهر مدى هشاشة وضعف الحكومة الفاشلة التي يقودها المجرم "بنيامين نتنياهو" في مواجهة هذه الازمة ناهيك عن الازمات التي يعاني منها في الاصعدة الامنية والاستخباراتيى والعسكرية والدولية.