البروفيسور اسعد السحمراني :
طوفان الاقصى تراكم كمي ونوعي للمقاومة على مدى عشرات السنين
نحن قوم استشهاديون لا يخيفنا الدم الذي انتصر على السيف في الثورة الحسينية، وسينتصر ثانية الدم على ترسانة السلاح، وما النصر إلا من عند الله.
طوفان الاقصى عملية بطولية جرت صبيحة نهار السبت ٧-١٠-٢٠٢٣ ، وهي نتيجة تراكم كمي ونوعي للمقاومة على مدى عشرات السنين، بدات مع ثورة البراق عام ١٩٢٩، للدفاع عن الحق الإسلامي الكامل بحائط البراق وهو الجدار الغربي للمسجد الاقصى، وبعدها كانت ثورة "الشيخ عزالدين القسام"، ابن جبلة في اللاذقية في سوريا عام ١٩٣٦، وتوالت حركات المقاومة ولم تتوقف منذ ذلك التاريخ.
وكان من محطاتها بعد تأسيس العمل الفدائي ومنظمة التحرير الفلسطينية، العملية الفدائية بتاريخ ١-١-١٩٦٥، وتعاظمت بعدها العمليات البطولية، وابرزها "معركة الكرامة" في اغوار الاردن - آذار / مارس عام ١٩٦٨ م، ثم "حرب الاستنزاف على الجبهة المصرية في العام ١9٦٨ و1٩٦٩ م، ثم "حرب تشرين التحريرية" بتاريخ ٦-١٠-١٩٧٣ على الجبهتين المصرية والسورية ، و"يوم الارض" في ٣٠-٣-١٩٧٦ حيث شملت الانتفاصة كل التراب الوطني الفلسطيني .
ثم المقاومة اللبنانية "الوطنية والإسلامية" صد الكيان الصهيوني، بعد اجتياح لبنان ٤-٦-١٩٨٢حتى انتصار ٢٥-٥-٢٠٠٠؛ خلالها كانت انتفاضة الحجارة الاولى عام 1٩٨٧ م، وبعدها عمليات وبطولات في عموم فلسطين ومن لبنان وسوريا، ومقاومة اجتياح الضفة وغزة بتاريخ ٢٩-٣- ٢٠٠٢، وهزيمة العدو وخروجه من غزة عام ٢٠٠٥ .
ولم تتوقف عمليات المقاومة في كل الميادين الفكرية، والإعلامية، والادبية، والفنية، والاقتصادية، والسياسية، والعسكرية، حيث انتصار لبنان عام ٢٠٠٦ وغزة عام ٢٠٠٨/٢٠٠٩؛ يومها قال العنصري المجرم شارون، "أنام يؤرقني حلم غزة ، يا ليت غزة تسقط في البحر".
وقد وصلت المحطة مع "طوفان الاقصى" وبانت من جديد هشاشة جيش الكيان الصهيوني الاستعماري الإحتلالي حيث اصطاده المقاومون وقتلوا من قتلوا وجرحوا من جرحوا ، وأسّروا من اسروا .
وبسبب الانهيار المعنوي لجيش العدو الصهيوني احضرت أوروبا الغربية والولايات المتحدة الامريكية ترسانتها العسكرية لتساند العدو الذي خارت قواه امام الضربة الاولى، وصدق فيه قول الله تعالى [ سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب].
ورغم حجم التدمير الناجم عن هجمات العدو والابادة الجماعية التي نفذها في غزة، لكن لم تفت المجريات من معنويات شعبنا ومقاومتنا بل تسابق الجميع إلى ساحات الفداء والاستشهاد، وخسر العدو قرابة ٣٠٠٠ قتيل و٩٠٠٠ جريح، غير الاسرى وغير مئات الالوف الذين يقيمون لاول مرة في تاريخ الكيان الغاصب في الخيم وهم موعودون بالهناءة والرخاء عندما وفدوا من بلدانهم الاصلية .
نحن قوم استشهاديون لا يخيفنا الدم الذي انتصر على السيف في الثورة الحسينية، وسينتصر ثانية الدم على ترسانة السلاح، وما النصر إلا من عند الله، والبلاغ الإلهي في هذا هو قوله تعالى [ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما].