الشيخ الخالصي : عملية "طوفان الاقصى" شكلت مرحلة فارقة ومهمة جدا في تاريخ الامة وكفاحها
اكد رئيس المدرسة الخالصية في مدينة الكاظمية العراقية "الشيخ جواد الخالصي"، بان "عملية طوفان الاقصى" التي اطلقتها المقاومة الفلسطينية في 7 اكتوبر 2023 صد الكيان الصهيوني، احدثت مرحلة فارقة ومهمة جدا في تاريخ الامة وكفاحها وجهادها لاسترجاع حقوقها ومقاومة القوة الطاغية التي ظلت لمائة عام وهي تتسلط على المنطقة وتعبث بها.
وفي حوار خاص مع وكالة انباء التقريب (تنـا) لفت الشيخ الخالصي، بان الأمة قاومت الاستعمار في مراحل عديدة؛ وعلى سبيل المثال اشار الى العراق بانه قاوم منذ عام 1914 م الى عام 1917 في وجه الغزو البريطاني، والنجف الاشرف ايضا قامت فيها ثورة عام 1918 م بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية مباشرة، وبعدها جاءت ثورة العشرين الكبرى.
واضاف : فلسطين كذلك قامت فيها ثورات خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، كما وقعت معارك كثيرة في بلاد الشام، ومصر والجزائر وفي ايران وتركيا وفي أفغانستان؛ فالامة جميعا كانت تقاتل في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة التي اصابتنا ويتسلط بها الكفر على امتنا وتمزيقها.
ونوه الشيخ الخالصي بالقول : في كل مرحلة قاومت فيها الامة كنّا نتقدم خطوة الى الامام، حتى ان وصلنا الى مرحلة التحرير الذي جرى في جنوب لبنان، وهذا كان امر عظيما، وكذلك مرحلة ارباك المشروع الأمريكي في العراق من خلال المقاومة وهذا كان امرا عظيما اخر.
وتابع : عندما وصلنا الى مرحلة فاصلة او قريبة من المشاهد الساخنة الأخيرة، كانت الامة او العالم جميعا ينتظر شيئا فاصلا حاسما، فجاءت معركة "طوفان الاقصى" المميزة التي يعترف الجميع انها كانت مفاجئة لكل قوى الكفر في العالم، فاحدثت انفجارا كبيرا، حيث ان الكيان الصهيوني المغرور المتكبر الطاغية والمدعوم من كل قوى الكفر في العالم وقوى الهيمنة، اصيب بلحظة انهيار شديد، وكما كان البعض يقول "لو اراد المجاهدون ان يستمروا لوصلوا الى تل ابيب"؛ مؤكدا بان "هذه النقلة كانت نوعية وكبيرة جدا، وانا اعتبرها بداية الفتح والنصر النهائي، وهذا ما نراه ونرى اثاره اليوم".
واكد رجل الدين العراقي على، ان "عملية طوفان الاقصى قوّت المقاومة، وايقضت العالم الذي كان نائما وغافلا عن القضية الفلسطينية، والدليل على ذلك هي المسيرات المليونية التي تجوب المدن والبلدان على صعيد العالم، بما فيها اوروبا وامريكا، دعما وانتصارا للشعب الفلسطيني واهل غزة المظلومين، كما ان نسبة كبيرة من الشباب في امريكا اي 70 بالمائة يقولون اليوم انه لا داعي لوجود الكيان الصهيوني".
واوضح : هذا التظامن شكّل ظاهرة جديدة، بان يخرج مئات الالوف من الناس في الدول التي كانت ولاتزال سبب وجود هذا الكيان الغاصب وبقائه وتدعمه وتؤيده؛ من فرنسا وامريكا وبريطانيا واوروبا، وبما يدل على ان العالم تلقى هذه الصدمة بشكل استثنائي.
ومضى الى القول : ان هذا الدعم العالمي والتضامن الجماهيري الملفت، يعطي زخما هائلا للقضية الفلسطينية، ولذلك نرى بان يصل الامر الى رفع دعوى عند المحكمة الجنائية الدولية من قبل جنوب افريقيا ضد جرائم الابادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني بغزة، هذا الامر ما كان يُقبل في الماضي لكنه تحقق الان.
وحول تاثير عملية طوفان الاقصى على مخطط التطبيع مع الكيان الصهيوني، قال رئيس المدرسة الخالصية في العراق : هناك مشروع تطبيع يسير بقوة وكان في مراحله الأخيرة وعلى وشك الانتهاء حسب ظن المطبعين، حيث ان العدو كان يتطلع بان تنخرط السعودية اليه، زاعما انه اذا حدث ذلك، فإن القضية الفلسطينية ستنتهي.
وتابع : لكن جاءت هذه العملية وكسحت التطبيع والمطبعين ولم يبق أحد يستطيع ان يرفع راسه وينادي بالتطبيع، لان الشعوب بدات تتجرأ اكثر من اي وقت مضى على المطبعين؛ واصفا هذا التطور انه بشائر النصر المؤزر في المرحلة القادمة انشاء الله.
ولفت الخالصي الى، ان "إسرائيل" فشلت في تحقيق أهدافها من خلال القضاء على حركة المقاومة الاسلامية (حماس) واسترجاع اسراها من ايدي المقاومين؛ مبينا ان "معركة المقاومة الان، وخصوصا جبهة الشمال المتصاعدة التي فيها حزب الله لبنان، وايضا ما يقوم به المجاهدون في العراق وما قام به اهل اليمن، اصابت الصهاينة بالعجز من القيام باي شيئ، سوى الاستمرار في جرائم الابادة الجماعية وهدم المنازل والبنى التحتية في غزة، وهي باتت مدانة دوليا.
كما اشار الى ان "إسرائيل"، اعتادت على الاغتيالات وهذا ليس شيئا جديدا، ولن يثني فصائل المقاومة عن المضي في اهدافها، بل ستزيد هذه الاغتيالات الامة بالحيوية وليس العكس، كما يضن العدو الصهيوني؛ لافتا الى ان الشهداء الذين ارتقوا بفعل الاغتيالات الاسرائيلية لحد اليوم كانوا يبحثون عن هذه النهاية لذلك ساروا على دربها.
وحول تقييمه لمصير الحرب على غزة، راى الشيخ الخالصي، بان الحرب ستكون شاملة ونهائية في المنطقة؛ مستدلا بكلام الامين العام لحزب الله "السيد حسن نصر الله" الذي قال انه اذا وصلت الحرب الى لبنان لن تكون هنالك حدود لهذه الحرب.
واكمل رجل الدين العراقي البارز : انني اعتقد بان عملية "طوفان الاقصى" هي بوابة الدخول الى النصر النهائي، لانها هزّت العالم وسوف تحطم الكيان الصهيوني ولن يبقى بعدها انشاء الله.