ـ(98)ـ
وتفسير العياشي منسوبة إلى الصادقين (عليهم السلام) والى ابن عباس: أن(آل محمّد) مكان(آل عمران) وكان رد البلاغي واضحاً وصريحاً بعد استناده إلى المسلمات ومبادئ الترجيح لديه فقال: إنّ هذه الرواية معارضة بما يرجح عليها مما دل على ثبوت آل عمران في القرآن، كذلك تعارضها رواية العياشي عن الباقر (عليه السلام) إذ قال (عليه السلام): نحن منهم ونحن بقية تلك العترة وكذلك احتجاج الباقر والرضا (عليه السلام) بالآية كما مرسومة في المصاحف، وتلاوة رسول الله (صلى الله عليه وآله) لها كما في المصحف، ثم علق البلاغي على ذلك فقال: وهذه الروايات أصح سنداً من الأولى وأسلم من التعارض والتدافع فيما بينها وأولى بالترجيح، ويمكن الجمع بأن آل محمّد (صلى الله عليه وآله) كانوا مقصودين في التنزيل من آل إبراهيم بنص الوحي على الرسول في ذلك، وربما أثبت في مصحف علي أمير المؤمنين (عليه السلام)، ومصحف ابن مسعود بعنوان التأويل المقصود عند التنزيل(1).
فالبلاغي يرد ويناقش الرواية سنداً أو متناً من طرق الفريقين على حد سواء، فقد دفع رواية في تفسير القمي بأن قوله تعالى: [إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا](2) نزلت في عبدالله بن أبي وقوم من أصحابه اتبعوا رأيه في القعود عن نصرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) مبيناً أن عبد الله وأصحابه قد فشلوا وقعدوا ونافقوا، بينما تذكر الآية [والله وليهما](3) وفي ذلك دلالة على أن الله عصمهما عما همتا به وذكر البلاغي لذلك ما جاء في الدر المنثور عن جماعة منهم البخاري أخرجوا عن جابر الطائفتين هم بنو سلمة وبنو حارثة من الأنصار، وأخرجه كذلك
______________________
1 ـ آلاء 1 ـ 276 ـ 277، وأنظر مجمع البيان 2 ـ 734، الدر المنثور 2 ـ 179 ـ 180، تفسير التبيان 2 ـ 180، مجمع البيان 2 ـ 735، أمالي الشيخ 1 ـ 306، تفسير القمي 1 ـ 100، تفسير العياشي 1 ـ 168 ـ 169، غيبة النعماني ص: 281، عيون أخبار الرضا 1 ـ 230.
2 ـ سورة آل عمران: 122.
3 ـ سورة آل عمران: 122.