ـ(97)ـ
في قوله تعالى: [وما كان الله ليضيع أيمانكم](1) بأنها الصلاة(2).
لكنه غالباً ما يتعرض لهذه المرويات بالنقد والتمحيص فلا يقبلها قبول المسلمات، بل يتفحص ويناقش ويرد أو يقبل حسب ما توصله نتائج بحثه، ولا فرق لديه في ذلك سواء أكانت الرواية من طرق أهل السنة أو الشيعة(3).وهذا يجعل البلاغي على درجة عالية من الموضوعية حين يكون هدفه الحقيقة والعلم بعيداً عن الانسياقات المذهبية الضيقة ونورد هنا جانباً من هذه الردود مشيرين لكثير منها فأثناء إفادته من الرواية يقوم البلاغي أحياناً بتقويم السند أو المتن وكثيراً ما يصف الراوي بالصحة أو الوضع، أو القوة أو الضعف(4). إضافة إلى مناقشته لمتون كثير منها.
مثال: فقد ابطل نسبة التفسير المنسوب للإمام الحسن العسكري ويقول فيه: فقد أوضحنا في رسالة منفردة في شأنه أنّه مكذوب موضوع، ومما يدل على ذلك نفس ما في التفسير من التناقض والتهافت في كلام الراويين وما يزعمان انه رواية، وما فيه من مخالفة الكتاب المجيد ومعلوم التاريخ، كما أشار إليه العلامة في(الخلاصة) وغيره(5).
وفي قوله تعالى: [أن الله أصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين](6) رد رواية في تفسير القمي وآمالي الشيخ الطوسي
______________________
1 ـ سورة البقرة: 143.
2 ـ آلاء 1 ـ 135، انظر التهذيب 2: 43، الكافي 2: 28، من لا يحضره الفقيه 1 ـ 178، تفسير العياشي 1 ـ 63، الدر المنثور 1 ـ 353 مستدرك الحاكم 2 ـ 269، كذلك انظر آلاء 1 ـ 112، 119، 133، 169 ـ 170.
3 ـ آلاء 1 ـ 268، وانظر الدر المنثور 2 ـ 170، مجمع البيان 2 ـ 722.
4 ـ آلاء 1 ـ 163 ـ 165، وانظر آلاء 1 ـ 168.
5 ـ آلاء 1 ـ 49، وأنظر الخلاصة ص: 256، جامع الرواة 2 ـ 184، مجمع الرجال 6 ـ 25، وأنظر آلاء 1 ـ 288.
6 ـ سورة آل عمران: 33.