ـ(96)ـ
يأكلون في بطونهم ناراً](1). أي: إنّما يأكلون في بطونهم شيئاً يجرهم إلى النار، فالمأكول باعتبار هذه الغاية المهولة واستحقار الغايات من الأكل بالنسبة إليها كأنها نار محضة، وبهذا الاعتبار جاء الحصر بكلمة(إنّما)، ثم أسند هذا المعنى بمرسلة الكافي عن الباقر (عليه السلام): إنّ آكل مال اليتيم يجيء يوم القيامة والنار تلتهب في بطنه حتّى يخرج لهبها من فيه يعرفه أهل الجمع بأنه آكل مال اليتيم، ونحوه ما في الدر المنثور عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفي تفسير القمي عن الصادق (عليه السلام)(2) كذلك يورد بعض الروايات لبيان القصة في الآية، فهو يعتمد الرواية في القصة حين يحتبس النص القرآني عن تفاصيلها أو بيان جوانبها، إذ في الواقع ليس له طريق لذلك غير الرواية ففي قوله تعالى(وانظر إلى حمارك)(3). يقول البلاغي: أن حماره قد أفنته السنين وبادت أجزاؤه وتفرقت عظامه كما صرحت به الروايات المشار إليها(4).

اعتماده الرواية من مصادر الفريقين من رؤية نقدية:
ينقل البلاغي روايات من الفريقين فقد امتلأ تفسيره بمصادر الفريقين الحديثية والروائية فمثلا: جاء بعدة روايات من الفريقين لإثبات معنى(إيمانكم)
______________________
1 ـ سورة النساء: 10.
2 ـ آلاء 1: 22 ـ 23، أنظر الكافي 2 ـ 27، أمالي المرتضى 1 ـ 201، الدر المنثور 2 ـ 443، مسند أبي يعلى 12 ـ 434، مجمع الزوائد 7 ـ 2، تفسير القمي 2 ـ 132.
3 ـ سورة البقرة: 259.
4 ـ آلاء 1: 232، انظر تفسير القمي 1 ـ 90، الاحتجاج 2 ـ 344، تفسير البرهان 1 ـ 249، الدر المنثور 2 ـ 26 ـ 27، الكشاف 1 ـ 306، تفسير المنار 3 ـ 49 ـ 50 كذلك انظر آلاء 1 ـ 233 بشأن عدد الجبال في قوله تعالى في سورة البقرة 259 "ثم اجعل على كلّ جبل منهن جزءاً" وكذلك آلاء 1 ـ 232 بشان عظام أهل القرية فلم يعرف أحياؤها فهو يكتفي بالرواية حين تصمت هي الأخرى ولم تذكر الأحياء لأهل القرية. وللمزيد من الاطلاع راجع آلاء 1 ـ 135، 236،246، 272، 373، 231، 232، 167، 156، 215، 202، 203، 243، 249.