ـ(94)ـ
موقفه من الروايات والأحاديث:
تعد السنة شارحة ومبينة لكتاب الله تعالى، فقول المعصوم وفعله وتقريره عند الإمامية هو الشارح والمبين لآيات القرآن الكريم،(1) وقد فسر البلاغي الطاعة ولا سيما طاعة الرسول (صلى الله عليه وآله) في قوله تعالى: [تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات..](2). بالعمل بهذه الأحكام على حدودها وما جاء في السنة في بيانها تفسيراً أو تخصيصاً أو تقييداً(3)، وبهذا يصرح المفسر بالمبدأ الذي أشرنا إليه أعلاه، وقد أمر الله بطاعته(أي إطاعة الرسول (صلى الله عليه وآله) ونوه بفضلها في القرآن الكريم في أكثر من عشرين مورداً وقد أورد وأشار البلاغي في هذا المضمون إلى أحاديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) من طرق الجمهور، ثم يذكر أن هذه الأحاديث الموصوفة بالصحة والمستفيضة عن أربعة من الصحابة متفقة المضمون في اتباع الرسول (صلى الله عليه وآله) في أره ونهيه، وأنه ليس لأحد أن يرد ذلك ويقول في ذلك حسبنا كتاب الله(4). فضلاً عن الروايات المستفيضة من طرق الإمامية.
ويشير المفسر إلى أن الكثير من كلامه (صلى الله عليه وآله) لم يصل إلينا لما جناه تداول الأيام واختلاف الأحوال(5).
الرواية أحد مصادر التفسير عند البلاغي:
وبناء على ذلك فقد جاء المفسر بنص المعصوم شاهداً أو مبيناً كما تبينه
______________________
1 ـ الأصول العامة للفقه المقارن ـ محمّد تقي الحكيم ص 147 ـ 189.
2 ـ سورة النساء: 13.
3 ـ آلاء 2: 55.
4 ـ آلاء 1: 275، وانظر سنن ابن ماجه 1: 6 ـ 9 سنن أبي داود 4 /200، 3 /170، سنن الترمذي 5: 37، الإحسان في ترتيب صحيح ابن حبان 1: 107 / 13، مسند أحمد 6 /8، 4 / 13، 132.
5 ـ آلاء 2 /100.