ـ(87)ـ
سنة أهل البيت من كتاب "الأصول العامة للفقه المقارن" والتمست تفسيره الطبيعي فلم اعثر عليه وعسى أن يعثر سادتي على تفسير طبيعي له ـ وهو تولي بعض الأئمة منصب الإمامة وهم صغار السن بل كان بعضهم لا يزيد على العشر سنوات حين توليه لمنصبها الخطير.
ونحن نعلم أن ابن ثمان أو عشر مثلاً مهما بالغنا في إعطائه صفة النبوغ والعبقرية وأحطناه بالبيئة الصالحة والتربية السليمة فإننا لا نستطيع أن نوفر له صفة الاستيعاب لمختلف مجالات المعرفة وهي المدعاة لأئمة أهل البيت (عليهم السلام)، أو صفة العصمة عن ارتكاب كلّ ما يتنافى مع أحكام الشريعة مهما كانت المغريات لاستحالة أن يتسع الوقت لذلك ولقصورنا نحن عن مجالات الاستيعاب.
وقد تولى الإمامان الجواد والهادي ـ (عليهما السلام) ـ الإمامة وهما ابنا ثمان وكانت المعارضة في عهدهما للحكم على أشدها حتّى أضطر المأمون أن يظهر التنازل عن الحكم للإمام الرضا (عليه السلام) والد الجواد حتّى إذا أبى عليه ألزمه بقبول ولاية العهد كسبا لعواطف الملايين من شيعته، ثم عمد إليه بعد ذلك فقتله بالسم لئلا ينتهي الحكم إليه.
وكانت اقصر الطرق وأيسرها للقضاء على المعارضة ـ لو كان هناك مجال ـ أن يعمد الحكام إلى هذين الإمامين الصغيرين فيعرضونهما إلى شيء الامتحان العسير في بعض وسائل المعرفة أو السلوك ثم يعلنون أمام الرأي العام عن سخف الشيعة التي ما تزال تؤمن بفكرة الإمام المعصوم وقد ولت عليها أئمة صغاراً هم بهذا المستوى من المعرفة أو الانحراف والعياذ بالله.
وأظن أن القضاء على فكرة التشيع بإعلان فضيحتهم من هذه الطريق أجدى على الحكام من تعريض أنفسهم لحرب قد يكونون هم من ضحاياها.
وهؤلاء الأئمة لو كانوا في زوايا تحجبهم عن أعين النظار، وكان لا يمكن