ـ(78)ـ
دامت الإمامة امتداد لها من حيث أداء الوظائف العامة كاملة وأهمها تبليغ السنة وإيصالها إلى الناس، على أنا في غنى عن هذا النوع من الاستدلال بالعودة بكم إلى مضمون نفس هذه الأحاديث ليكون استدلالنا بالسنة نفسها على عصمة أهل البيت بدلاً من دليل العقل ولنختر من هذه الأحاديث ما فيه تعميم لجميع أهل البيت كحديث السفينة أو الثقلين.
والأفضل أن نتحدث عن:

حديث الثقلين:
للتسالم على صحته عند جل المسلمين ولوفرة رواته بل ثبوت تواتره، وحسبه أن تصل طرقه لدى الشيعة إلى اثنين وثمانين طريقاً، ولدى السنة إلى تسعة وثلاثين(1). وما أظن أن حديثاً من الأحاديث التي ادعى تواترها بلغ من وفرة الرواة ما بلغه هذا الحديث.
ثم ما أظن أن كتب الحديث والتاريخ والتفسير على اختلافها قد عنيت بمثل ما عنيت بهذا الحديث حتّى بلغت الكتب التي روته في مختلف العصور المئات وألفت فيه وسائل مستقلة(2).
والظاهر أن سر هذه العناية البالغة بهذا الحديث هو عناية النبي (صلى الله عليه وآله) واهتمامه البالغ به فقد صدع به في حجة الوداع بعرفة، وفي غدير خم، وبعد انصرافه من الطائف وفي الحجرة قبيل وفاته وهكذا.

______________________
1 ـ أصول الاستنباط ص 24.
2ـ من الرسائل التي الفت فيه رسالة أصدرتها دار التقريب بين المذاهب الإسلاميّة بمصر وفيها عرض لطرقه وأسانيده على اختلافها ومنها رسالة للمرحوم الحجة(الشيخ محمّد حسين المظفر) باسم(الثقلان).