ـ(77)ـ
لا ننكر علم أهل البيت أو الإمام علي ولا لزوم محبتهم والتمسك بهم بل نحن أكثر تمسكا بهم منكم وإنّما حديثنا في ثبوت العصمة لهم.
قلت: صحيح إنّ حديثنا كان عن العصمة وليس عن العلم وما أظن أننا بعدنا عن الحديث لو تركتموني أتم الكلام وأربط بين حلقاته وما أدري ما دخل المفاضلة هنا والتماس أكثرنا تمسكاً بأهل البيت والحديث ليس مسوقاً لهذه الناحية العاطفية!
وهنا التفت أكثرهم إلى القائل بنظرة عتب ثم التفتوا الي وقالوا: تفضل فاستمر بالحديث.
قلت: فإذا كنتم قد اكتفيتم بهذا المقدار من الأحاديث ـ وفيها فعلاً بعض الكفاية لما نريد ـ فأني أحب أن أعود إلى السؤال الأول الذي وجهناه في بداية الحديث، ما هو السر في التزاما بعصمة النبي (صلى الله عليه وآله)؟
قال: أحدهم: سد فجوات الشك في أن ما يأتي به النبي (صلى الله عليه وآله) من قول أو فعل أو تقرير فإنما هو من الله عزّوجلّ لا مجال فيه لرأي أو شبهة أو سهو أو غفلة أو تعمد كذب؟!
قلت: فإذا افترضنا أن أهل البيت كانوا هم الأمناء على السنة وهم ورثتها بمقتضى هذه الأحاديث ونحن مأمورون بالرجوع إليهم باعتبارهم الورثة لها أفلا ترون أن الباعث الذي دعانا إلى الالتزام بعصمة النبي ما يزال قائماً بالنسبة إليهم وهو سد فجوات الشك في أن ما يؤدون إنّما هو السنة الموروثة لا آراؤهم الخاصة ولا ما ينتجه الخطأ والنسيان والسهو وتعمد المكذب.
وإن شئتم أن تقولوا أن فكرة الإمامة امتداد لفكرة النبوة وبقاء لها باستثناء ما يتصل بعوالم الاتصال بالسماء من طرق الوحي فإذا احتاجت النبوة لأداء أغراضها ـ بحكم العقل ـ إلى تحصينها بالعصمة احتاجتها الإمامة لنفس السبب ما