ـ(41)ـ
الظلم والجور، والإقبال على الدنيا بما يتجاوز الحدود الطبيعية، وهذه الأمور هي الأساس الذي يتولد عنه النزاع والضغائن والأحقاد، وربما جرت إلى التعدي والطغيان وسفك الدماء وسحق الحريات، وما إلى ذلك من التجاوزات التي تفتت المجتمع وتشتت الأمة، كما أن الجهل يشكل عاملاً مهماً في بث الفرقة.
وهذا النوع من العوامل لا يخلو منه مجتمع بشري منذ بداية الخليقة وحتى الآن، ولعل من أهم أهداف الدين الإسلامي بل كافة الأديان السماوية معالجة هذه النزعات البشرية والقضاء عليها وذلك من خلال البرامج التربوية والقوانين الشرعية.
ونظام العبادات في الإسلام يهدف إلى هذه النقطة عندما يربي الإنسان على العبودية لله والطاعة المطلقة ويحرره من قيود الشهوات الحيوانية والنوازع النفسانية.
كما ان الدراسات الأخلاقية تتكفل بمعالجة هذا الجانب، ووظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حقيقتها تشكل حالة من التكافل الاجتماعي للوقاية من تلك الأمراض، ونظام الحدود والتعزيرات أيضاً شرع لذلك الغرض.
وأما القسم الثاني: فهو عبارة عن العوامل الخارجية، ونقصد بها العوامل الدخيلة على المجتمع الإسلامي، والتي تستهدف تجزئة هذا المجتمع، وتحطيم الأواصر، وبث الفرقة، وإثارة النزاعات والحروب لإضعاف المجتمع والسيطرة عليه، أو تشويه الإسلام والحيلولة دون انتشاره واتساع رقعته.
وقد يستفيد المخططون لهذه الأهداف من القسم الأول من العوامل ويعملون على تنميتها واستغلالها كأدوات فعالة لخدمة مآربهم، ونحن إنما فصلناها لأنها في نفسها تشكل أحياناً عوامل مستقلة وان كانت أيضاً بالنسبة للقسم الثاني تشكل أرضية ملائمة لها وأدوات فعالة لخدمتها.
وبالطبع فإن أعداء الإسلام الّذين يتربصون بنا الدوائر قد يستفيدون من