ـ(40)ـ
منها إلى أقطار المعمورة. إنّ من فضول القول الحديث عن اهتمام الإسلام بالاتحاد والألفة، ورفضه لعوامل التشتت والنزاع.

عوامل التشتت والافتراق:
قد يتصور البعض أن الحديث عن "الوحدة الإسلاميّة" في هذا العصر فيه نوع من المثالية وضرب من الخيال، نظراً لما آل إليه المسلمون من التفرق والاختلاف حتّى أصبحوا طرائق قدداً، الأمر الذي يجعل من لم الشمل وإعادة اللحمة قضية عسيرة جداً.
وهذا بالحقيقة يدفع الكثيرين إلى اليأس والاستسلام للواقع المرّ، وهو لا يزيد الشقة إلاّ عمقاً والجرح إلاّ اتساعاً.
وفي المقابل هناك العديد من المخلصين الّذين نذروا أنفسهم للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة وسعوا جهدهم لردم الهوة المصطنعة وتضميد الجراح هؤلاء انطلقوا في جهودهم تلك على أساس من الإحساس بالمسؤولية والشعور بالتكليف الشرعي والحرص على وحدة الصف.
وكل سعي في هذا المجال إذا أريد له النجاح فلا بد أن يقوم أولاً على دراسة وافية لعوامل التفرقة التي أدت بالمسلمين إلى ما هم عليه، وبعد ذلك التخطيط لإزالة تلك العوامل وتحصين المجتمع الإسلامي ضدها، واستبدالها بدواعي الاتحاد والألفة، ويمكن تقسيم تلك العوامل إلى قسمين:

القسم الأول: عوامل داخلية.
والقسم الثاني: عوامل خارجية.
أما العوامل الداخلية: فتتمثل في النوازع البشرية المختلفة من قبيل حب الرئاسة والتسلط وحب الذات ولو على حساب حقوق الآخرين مما يدفع إلى