ـ(205)ـ
وبعض الصغائر وبعض المباحات"(1).
ونص الخطيب البغدادي في(الكفاية) على أن العدل، من عرف بأداء الفرائض، ولزوم ما أمر به، وتوقي في لفظه مما يثلم الدين والمروءة.
واضاف إلى ذلك: أن من كانت هذه حاله، فهو الموصوف بأنه عدل في دينه واستدل على ذلك بقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فهو ممن كملت مرؤته، وظهرت عدالته، ووجبت أخوته، وحرمت غيبته).
والعدالة من الصفات القائمة بالنفس، التي تعرف بآثارها، كأداء الفرائض، وتجنب المحرمات، ومنافيات المرؤة وغير ذلك.
وقال الدكتور صبحي الصالح: (ولا ريب أن العدالة شيء زائد على مجرد التظاهر بالدين والورع، ولا تعرف إلاّ بتتبع الأفعال، واختبار التصرفات لتكون صورة صادقة)(2).
والنصوص كثيرة تؤكد أن العدالة صفة قائمة في النفس، وأن الطريق إلى معرفتها هو فعل الواجبات وترك المحرمات، كما نص على ذلك العلامة الحلي وأكثر من تأخر عنه.
ونص جماعة على أنها ليست شيئاً آخر وراء فعل الواجبات وترك المحرمات، فمن فعل الواجب وترك الحرام كان عادلاً، وإنْ لم يكن ذلك ناتجاً عن وجود صفة في النفس تدفعه إلى فعل الواجب وترك الحرام.
وتشدد فريق ثالث في تحديدها فقالوا: "بأنها الاستقامة في أمور الدين،
______________________
1 ـ المستصفى 1: 100.
2 ـ علوم الحديث للدكتور صبحي الصالح: 133.