ـ(204)ـ
العدالة
ينظر الإسلام إلى العدل على أنّه مبدأ تأسيسي وهدف رئيسي، قبل أن يكون فضيلة خلقية أو قيمة حضارية.
والعدل: من استمر على فعل الواجب والمندوب، وللصدق وترك الحرام، والمكروه والكذب، مع حفظ مروءته، ومجانبة الريب والتهم، بجلب نفع ودفع ضرر.
وهي أصل من الأصول التي جاءت بها الشريعة، وقد أمر الله سبحانه وتعالى بالعدل في محكم كتابه في اكثر من آية، قال تعالى: [وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل](1) وقال تعالى: [وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى](2) وقال تعالى: [إن الله يأمر بالعدل والإحسان](3) وقال تعالى: [ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى](4).
ولما كانت العدالة وليدة العدل المطلق، فهي من أهم الأمور التي ترد في كلّ ما شرعه الله من الأحكام، ومن السلوك الإنساني، وفي القضاء والحكم والإفتاء يكون لها شأن كبير، إذ خاطب الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم (صلى الله عليه وآله): [إنا أنزلنا إليك الكتاب لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيماً](5).
ولا نريد هنا بحث العدالة أمام القضاء الإسلامي، بل نلم بها إلمامةُ صغيرةً،
______________________
1 ـ النساء: 58.
2 ـ الأنعام: 152.
3 ـ النحل: 90.
4 ـ المائدة: 8.
5 ـ النساء: 105.