ـ(176)ـ
وإذا كانت الأمة الإسلاميّة تنعم في حاضر ها بالاستقلال والحرية فهي ما زالت تعاني من تلك الآثار، وليس أدل على ذلك من أنها تملك أسباب القوة والنهضة، ومع هذا تصنف ضمن الأمم الضعيفة المتخلفة أو الأمم النامية، لأنها لا زالت تجتر تاريخاً بغيضاً يمنعها من الوحدة والتعاون، والانتفاع بما تملك من إمكانات هائلة، بسبب تفرقتها ولم تبلغ في ثقافتها وعلمها مبلغاً يؤهلها لأن تلحق بالأمم التي سيقت في مضمار الحضارة والتقدم.

رابعاً: رؤية الاتجاهات الإسلاميّة عن التقريب والوحدة:
وإذا كانت الرؤية القرآنية تعتبر الاختلاف والتفرق والتنازع هو السبب الرئيسي في الضياع والتخلف كما في الآيات الشريفة:
ـ [ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم] "الأنفال: 26".
ـ [... ولا تكونوا من المشركين من الّذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً، كلّ حزب بما لديهم فرحون] "الروم: 31 ـ 32".
ـ [أن الّذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء...] "الأنعام: 159".
ـ [... وما اختلف الّذين أوتوا الكتاب إلاّ من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم...]"آل عمران: 19".
فماذا فعل المسلمون في هذا الاتجاه لكي يتجاوزوا التعصب والطائفية ويصلوا إلى الحدّ الأدنى من الوحدة الإسلاميّة: