ـ(17)ـ
فيشبه به "(1).
وما أحسن وأوضح ما أدلى به سبط النبي الإمام أبو عبدالله الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) في رسالة وجهها إلى أهل البصرة حين كاتبوه يسألونه عن ماهية الصمد، فقد حدث الإمام محمّد بن علي بن الحسين عن أبيه: أن أهل البصرة كتبوا إلى الحسين بن علي (عليه السلام) يسألونه عن الصمد فكتب إليهم: بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد فلا تخوضوا في القرآن، ولا تجادلوا فيه، ولا تتكلموا فيه بغير علم، فقد سمعت جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار، وأن الله سبحانه قد فسر الصمد فقال: "الله أحد، الله الصمد" ثم فسره فقال: "لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد" "لم يلد" لم يخرج منه شيء كالوله وسائر الأشياء القذرة التي تخرج من المخلوقين، ولاشيء لطيف كالنفس، ولا يتشعب منه البدوات كالسنة، والنوم والخطرة والهم والحزن، والبهجة، والضحك، والبكاء، والخوف، والرجاء، والرغبة، والسأمة، والجوع، والشبع، تعالى أن يخرج منه شيء، وأن يتولد منه شيء كثيف، أو لطيف.
[ولم يولد] لم يتولد من شيء ولم يخرج من شيء كما تخرج الأشياء الكثيفة من عناصرها كالشيء من الشيء والدابة من الدابة، والنبات من الأرض، والماء من الينابيع، والثمار من الأشجار، ولا كما تخرج الأشياء اللطيفة من مراكزها كالبصر من العين، والسمع من الأذن، والشم من الأنف، والذوق من الفم(2).
______________________
1 ـ كلمة للإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).
2 ـ هذه الثلاثة من قبيل خروج القوة وظهورها في محلها لا خروجها إلى خارج المحل كخروج قوة البصر إلى خارج العين على القول بالشعاع، ويمكن أن تكون كذلك ولما يدركها الإنسان.