ـ(18)ـ
والكلام من اللسان، والمعرفة، والتمييز من القلب(1). وكالنار من الحجر، لا بل هو الله الصمد الذي لا من شيء، ولا في شيء، ولا على شيء، مبدع الأشياء، وخالقها، ومنشئ الأشياء بقدرته، يتلاشى ما خلق للفناء بمشيئته، ويبقى ما خلق للبقاء بعلمه(2) فذلكم الله الصمد الذي لم يلد ولم يولد، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال، ولم يكن له كفوا أحد"(3).
وهكذا، فالله جل وعلا "لم يوجد له مماثل أو مكافئ، لا في حقيقة الوجود، ولا في حقيقة الفاعلية، ولا في أية صفة من الصفات الذاتية(4). "لا يناظره شيء، ولا يشبهه، فذاته تعالى بذاته، ولذاته من غير استناد إلى غيره، واحتياج إلى سواه"(5).
مصادر الدراسة:
1 ـ تفسير الجلالين: جلال الدين محمّد بن أحمد المحلي وجلال الدين السيوطي.
2 ـ أسباب النزول: للشيخ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي.
3 ـ تفسير الكشاف: للزمخشري.
4 ـ تفسير الميزان: السيد محمّد حسين الطباطبائي.
______________________
1 ـ كخروج النور من النير.
2 ـ علق عليه السلام تلاشي الفاني بالمشيئة وبقا الباقي بالعلم لمناسبة المشيئة المحدثة لما يفني والعلم القديم لما يبقى لانها في مذهب أهل البيت (عليهم السلام) محدثة، وإلا فلا شيءٍ عن تعلق العلم والمشيئة.
3 ـ التوحيد ـ الشيخ الصدوق ص 91.
4 ـ في ظلال القرآن(تفسير سورة الإخلاص).
5 ـ الميزان في تفسير القرآن(تفسير سورة الإخلاص).