ـ(169)ـ
الإسلامي اليوم على الرغم من كثرة معاهده ومؤسساته ومؤتمراته ومؤلفاته مازال يعيش في دائرة النظر أكثر من دائرة التطبيق(1).

مراحل تطور المذهب الشيعي:
أما المذهب الإمامي الشيعي فهو كذلك مر بمراحل مختلفة لعبت التطورات السياسية، والاتجاهات العقلية والفكرية، في بقائه وتطوره دوراً كبيراً بدأت مدرسة الفقه الشيعي الإمامي من(المدينة) ثم انتقلت إلى(الكوفة) في عصر الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) لتبدأ عصر ازدهارها وانتشارها في فترة ما بين سقوط الحكومة الأموية، ونشوء الحكومة العباسية وحتى(الغيبة الكبرى) للإمام المهدي (عليه السلام) في نهاية القرن الثالث الهجري، وتتسم هذه المرحلة بنمو الحركة العلمية عند الإمامية، وتدوين الحديث ونشر المذهب في البلاد المختلفة، وفيما بين القرن الرابع وحتى منتصف الخامس انتقلت المدرسة الإمامية من العراق إلى إيران وبالذات إلى(قم وري) التي أصبحت في ذلك الوقت معقلاً من معاقل الفقه الإمامي، بسبب الضغوط التي كان يواجهها علماؤهم من العباسيين، وقيام حكومة البويهيين ذات الولاء الشيعي وظهور شيوخ كبار في الفقه والحديث أمثال الكليني والصدوق وفي هذه الفترة نشطت حركة التأليف والبحث الفقهي وتدوين المجاميع الحديثة الموسعة كالكافي ومن لا يحضره الفقيه والتي تعتبر من الصحاح عندهم.
وفي القرن الخامس الهجري انتقلت المدرسة من(قم وري) إلى(بغداد) حاضرة العالم الإسلامي آنذاك وكان من أسباب هذا الانتقال هو، ضعف الحكم
______________________
1 ـ للمزيد انظر(منهج التقارب بين المذاهب الفقهية) د. محمّد الدسوقي.