ـ(165)ـ
القرآن أو عرضها عليه، يقول الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) "فاجتمع القوم على الفرقة، وافترقوا على الجماعة، كأنهم أئمة الكتاب وليس الكتاب إمامهم".
انقسام الأمة على الخلافة:
وعموماً، فإن الاتجاهات التي كان لها رأي من قضية الخلافة ـ نقطة الخلاف المركزية ـ انقسمت حيال محور القضية(الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ) إلى أربع فئات رئيسية:
الأولى: أبغضته وغالت في عدائه وهي على صنفين النواصب وخوارج عصره.
الثانية: غالت في حبه وهي فئة الغلاة.
الثالثة: عرفت حقه وقدره ومقامه وهي شيعته.
الرابعة: ساوته بالخلفاء الراشدين الثلاثة، وقدمتهم عليه في المنزلة واعتبرت أن اتجاهها معتدل وهي فئة أهل السنة.
وليس هذا التقسيم حقيقة مطلقة، بل أن فيه شيئاً من التداخل وإنّما نذكره هنا لتوجيه الصورة المعقدة التي كانت سائدة آنذاك، وفي هذا المقام يقول الإمام علي (عليه السلام): (وسيهلك في صنفان محب مفرط يذهب به الحب إلى غير الحق، ومبغض مفرط يذهب به البغض إلى غير الحق، وخير الناس في حالاً النمط الأوسط فالزموه، والزموا السواد الأعظم فإن يد الله مع الجماعة وإياكم والفرقة(1).
وساهمت أحداث الفترة اللاحقة في بلورة الاتجاهين أو الفئتين الرئيسيتين الأخيريتين وبروز مصطلحي "الشيعة" و"السنة" للدلالة على مدرستين مختلفتين.
______________________
1 ـ نهج البلاغة ـ خطبة 127.