ـ(163)ـ
والتقارب الحقيقيين بين مختلف الاتجاهات الإسلاميّة ومن ثم بناء الأساس الراسخ لهيكل الوحدة الإسلاميّة الكبرى.
ويبدو أن تحقيق ذلك الهدف لا يمكن أن يتم بمعزل عن البحث الموضوعي المعمق لجذور المسألة، بعد الإذعان بوجودها كمشكلة معقدة وكواقع مر نعاني منه، وطرح جميع أسباب نشأتها، وعواملها، وظروفها، بكل وضوح وتجرد ودون انغلاق أو تعصب أو أحكام سابقة، والحديث الصريح في هذا المجال سيكون مثيراً وحساساً دون شك، حتّى قد يتصور بعضهم أن مثل هذا الحديث يشكل ـ بحد ذاته ـ إثارة للروح الطائفية.
وقد يتصور بعض آخر أنّه معني بكل السلبيات التي سيحفل بها الحديث عن مسيرة الخلاف والصراع بين التيارات الفكرية، والمذهبية، ولكن الحقيقة موازية تماماً لهذين التصورين ولك التصورات التي تنظر إلى المسألة بمنظار سلبي.
فدراسة الأحداث والظروف التي رافقت المسلمين منذ عصر صدر الإسلام في مجال المسألة الطائفية، بعمق وموضوعية تعد خطوة أولية في طريق التفاهم والتقارب المشترك.
العوامل التاريخية للخلاف والتفرقة:
وتتلخص العوامل التاريخية التي خلقت بذور الخلاف والتفرقة والتي زرعتها بين المسلمين فيما يلي:
أولاً: التفسيرات المختلفة للقرآن الكريم والسنة المطهرة والاجتهادات الخاصة التي يصيب بعضها ويخطئ بعضها الآخر، والتي انتقلت من الصعيد النظري إلى المجال العملي ثم تغيرت إلى شكل تعصب أعمى.
ثانياً: المصالح الضيقة والأهواء التي تقاذفت بعض المسلمين.