ـ(148)ـ
والمراد بالحسن لذاته: أي الذي بلغ درجة الحسن بذاته لا للقرائن الخارجية.
ويعتبر التعريف الأول لابن الصلاح هو تعريف للحديث الحسن لغيره، والتعريف الثاني هو تعريف للحديث الحسن لذاته.
وعلى ضوء تعريف ابن حجر يطابق الحديث الحسن الحديث الصحيح في جميع الشرائط عدا درجة الإتقان والضبط.
الحديث الحسن عند مدرسة أهل البيت:
لم يكن علماء الدراية، في مدرسة أهل البيت، أوفر حظاً من أصحابهم أتباع المدرسة الأولى في الاتفاق على تعريف موحد للحديث الحسن، وإنّما وقع الخلاف بينهم على ذلك.
وفي ما يلي استعراض لأهم آرائهم:
الرأي الأول: للشهيد الأول، قال: "ما رواه الممدوح من غير نص على عدالته"(10).
ويسجل على هذا التعريف أنّه ليس جامعاً مانعاً، وذلك:
1 ـ لم يعتبر فيه قيد الاتصال، فيدخل في حده المرسل والمنقطع، مع أنهما ليس منه جزماً، بل مصطلح آخر لنوع آخر من أنواع الحديث.
2 ـ لم يقيد الممدوح بكونه إمامياً مع أنّه مراد(11).
3 ـ قولـه: "ما رواه الممدوح" يقتضي شموله إلى ما كان في طريقه ممدوح واحد وإن كان الباقي ضعيفاً، مع أن الحديث يتبع أخس ما فيه من صفات حينما تتعدد فينبغي أن يعد ضمن قسم الحديث الضعيف حينئذٍ(12).