ـ(11)ـ
الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: (سلوه لأي شيءٍ صنع ذلك) فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن، فأنا أحب أن أقرأ بها، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (اخبروه أن الله يحبه)(1).
وورد عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) عن آبائه عليهم الصلاة والسلام: أن النبي (صلى الله عليه وآله) صلى على سعد بن معاذ، فقال: لقد وافى من الملائكة للصلاة عليه سبعون ألف ملك، وفيهم جبرئيل، يصلون عليه، فقلت: يا جبرئيل بم أستحق صلاتكم عليه؟ قال بقراءة(قل هو الله أحد، قائماً، وقاعداً، وراكباً، وماشياً، وذاهباً، وجائياً)(2).
وقد انطوت كتب التفسير، والسنن، وفضائل القرآن الكريم على أحاديث غاية في الأهمية تؤكد أهمية هذه السورة المباركة، ومكانتها، وعلو شأنها.

لماذا نزلت هذه السورة المباركة؟
ترتبط عملية نزول الآيات الكريمة بأحد عاملين: فأما أن تنزل الآيات المباركة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كبرنامج للهداية والتوجيه وتنوير العباد على شكل مبادرة دون أن تنتظر وقوع حوادث أو مشاكل تتطلب نزول الآيات، كما في حالة دعوة الناس لتوحيد الله عزّوجلّ وإثارة انتباههم إلى ما بثه الله عزّوجلّ من نعم، وآثار في هذا الوجود الرحيب، أو في حالة الحديث عن الآخرة، والجنة، والنار، ومهام الرسول، والرسالة، وأمثال ذلك. والعامل الثاني، لنزول الآيات الكريمة: هو وقع حوادث، أو مشاكل، أو استفسارات، أو تحديات للرسالة، والرسول (صلى الله عليه وآله)، والأمة، مما يتطلب أن تتنزل كلمات الله عزّوجلّ لمعالجة المواقف، والأحداث، والمشاكل، والتساؤلات.
______________________
1 ـ مختصر صحيح مسلم للمنذري 2: 319 ط الكويت.
2 ـ التوحيد: للشيخ الصدوق ص 95.