ـ(10)ـ
وتدعى هذه السورة الكريمة(نسبة الرب) أو(نسب الرب ونعته)، حيث روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: (لكل شيء نسبة، ونسبة الرب سورة الإخلاص).
فإن بعضاً من اليهود أو مشركي مكة جاؤوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وسألوه أن ينعت لهم الله جلّ وعلا، ويصفه فقالوا: انسب لنا ربك، فلبث ثلاثا لا يجيبهم، فأنزل الله عزّوجلّ: [قُل هُو الله أحد](1).
وفي هذا المعنى روايات كثيرة عند مختلف فرق المسلمين، وجماعاتهم.
هذا وتدعى هذه السورة أيضاً بـ[قل هو الله أحد] اعتماداً على ابتدائها بهذه الكلمات الأربع، الطافحة باليقين.
وحيث أن سورة الإخلاص تحمل نسبة الرب جلّ وعلا، فإن الأحاديث الشريفة قد تواترت عن المعصوم عليه الصلاة والسلام بأهميتها، ومكانتها العالية في ميزان الإسلام، والهدى، والعرفان..
وقد ورد الحث الأكيد على قرائتها، وتعاهد أمرها ما استطاع المسلم إلى ذلك سبيلاً، وهذه مصاديق من الأحاديث الشريفة حول ذلك:
فعن أبي الدرداء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟ قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: "قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن")(2).
وروي عن عائشة: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعث رجلاً على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم بـ(قل هو الله أحد)، فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول
______________________
1 ـ التوحيد: للشيخ أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه(المعروف بالصدوق 381 هـ) ص 93 ومجمع البيان للشيخ الطبرسي(تفسير سورة التوحيد)، وأسباب النزول لجلال الدين السيوطي المطبوع بهامش تفسير الجلالين.
2 ـ مختصر صحيح مسلم للمنذري 2: 319 ط الكويت.