ـ(103)ـ
(وأما الرجوع في التفسير وأسباب النزول إلى أمثال عكرمة ومجاهد وعطاء والضحاك ـ كما ملئت كتب التفسير بأقوالهم المرسلة ـ فهو مما لا يعذر فيه المسلم في أمر دينه فيما بينه وبين الله، ولا تقوم به الحجة، لأن تلك الأقوال أن كانت روايات فهي مراسيل مقطوعة، ولا يكون حجة من المسانيد إلاّ ما ابتنى على قواعد العلم الديني الرصينة ولو لم يكن من الصوارف عنهم إلاّ ما ذكر في كتب الرجال لأهل السنة لكفى، وإن الجرح مقدم على التعديل إذا تعارضا أما عكرمة فقد كثر فيه الطعن بأنه كذاب غير ثقة، ويرى رأي الخوارج وغير ذلك(1).وقيل للأعمش: ما بال تفسير مجاهد مخالف أو شيء نحوه. قال: أخذه من أهل الكتاب "مما جاء عن مجاهد من المنكرات في قوله تعالى [عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً](2) قال يجلسه معه على العرش(3). وأما عطاء فقد قال أحمد: ليس في المراسيل اضعف من مراسيل الحسن وعطا، كانا يأخذان عن كلّ أحد وقال يحيى بن القطان: مرسلات مجاهد أحب إلي من مرسلات عطا بكثير، كان يأخذ من كلّ ضرب، وروي أنّه تركه ابن جريج وقيس بن سعد(4) وأما الحسن البصري فقد قيل: انه يدلس(5) وسمعت كلام احمد فيه وفي عطا وأما الضحاك بن مزاحم المفسر، فعن يحيى بن سعيد قوله: الضحاك ضعيف عندنا، وكان يروي عن ابن عباس وأنكر ملاقاته له حتّى قيل: انه ما رآه قط(6) وأما قتاده فقد ذكروا انه مدلس (7). وأما مقاتل بن سليمان فقد قال فيه وكيع: كان كذاباً وقال النسائي: كان مقاتل يكذب وعن
______________________
1 ـ ميزان الاعتدال: 3 ـ 93.
2 ـ سورة الإسراء: 79.
3 ـ ميزان الاعتدال: 3 ـ 439.
4 ـ المصدر السابق 3 ـ 70.
5 ـ المصدر السابق 1 ـ 527.
6 ـ المصدر السابق: 3 ـ 325.
7 ـ المصدر السابق: 3 ـ 385.