ـ(104)ـ
يحيى قال: حديثه ليس بشيء، وقال ابن حيان: كان يأخذ من اليهود والنصارى من علم القرآن الذي يوافق كتبهم(1). وأما مقاتل بن حيان فعن وكيع: انه ينسب إلى الكذب وعن ابن معين: ضعيف. وعن أحمد بن حنبل: لا يعبأ بمقاتل بن حيان، ولا بأبن سليمان(2) فأنظر إلى ميزان الذهبي من كتب الرجال أقلاً، ودع عنك أن أصول العلم عندنا تأبى عن الركون إلى رواياتهم، فضلاً عن أقوالهم ألا في مقام الجدل أو التأييد، أو حصول الاستفاضة والتوافق في الحديث(3).
مصادره في آلاء الرحمان:
أن الوقوف على مصادر(آلاء الرحمان) تكشف عن جوانب ذات شأن في تشخيص معالم منهجه التفسيري فالبلاغي اعتمد على كثير من مصادر ومراجع الفريقين(4) وبهذا يسجل نتيجة علمية ودليلاً على موضوعيته واعتداله المذهبي، فهو يقوده الدليل ويهديه النص الموثق مهما كان مصدره، وإيضاحاً لهذا التطلع العلمي والمعتدل لدى البلاغي وجدت لزاماً علي أن أثبت الخاتمة التي كتبها في مقدمة تفسيره "آلاء الرحمان" حول استفادته من المصادر التي اعتمدها في هذا التفسير، وكان بحق وفيا لما رسمه لنفسه من طريقة في الاعتماد على هذه المصادر يقول البلاغي:
"من جملة ما يحضرني عند كتابتي لهذا التفسير من كتب الشيعة في التفسير وانقل عنه: تفسير القمي علي بن إبراهيم، والجزء الخامس من كتاب حقائق التأويل
______________________
1 ـ المصدر السابق: 4 ـ 173.
2 ـ المصدر السابق: 4 ـ 173.
3 ـ آلاء 1 ـ 45 ـ 46.
4 ـ لقد وقفت على تحقيق مؤسسة البعثة في قم المقدسة لتفسير(آلاء الرحمان) وأشرت إلى جانب من هذا الجهد التحقيقي الموفق في هوامش هذه الدراسة.