ـ(100)ـ
لكنه يهتم من جهة أخرى بتوجيه الرواية حين لا تعارض حقيقياً(1). أو لغموض، فهو يشير إلى ذلك(2)، ففي رواية عن الصادق (عليه السلام): (من استطاع ولم يحج حتّى مات فليمت يهودياً أو نصرانياً) علق البلاغي: أنها تدل بسوقها ـ هذه العبارة ـ على أنها للتغليظ في سوء العاقبة وخسران التارك، ومثل هذا التوجيه يناسب مقام الرواية فقد لا تقبل إذا لم تؤخذ بعنوان التغليظ، من جهة أخرى لم يقف البلاغي على ضعف فيها سوى انه قام بتقريبها للذهن أكثر(3).
وبشأن روايات في مورد واحد تعالج موضوعاً ما من جوانب متعددة نراه يعلق ويقول: أن مفاد الآية الكريمة بالنظر إلى مفرداتها وجملتها وكرامة حجتها في تمثيلها المجيد لهو أعم مما ذكر(4). أو أنها مصاديق(5).
وحين يكون الموضوع على جانب من الحساسية سواء في الأمور العملية أو الاعتقادية أو غيرها نراه يحشد الكثير من الروايات أو يشير لها، وذلك زيادة في البحث والبيان والمناقشة، ففي قوله تعالى [تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله](6) ففي تفضيل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذكر البلاغي انه ورد مستفيضاً عن الصادق (عليه السلام) أن التغيير الذي يعتريه (صلى الله عليه وآله) عند الوحي إنّما هو عند تكليم الله له بدون توسط جبرائيل كما روى مسنداً في محاسن البرقي وعلل الشرائع، وتوحيد الصدوق وإكمال الدين وأمالي الشيخ، بل أن أحاديث المعراج عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ناطقة بأن الله كلمه وناجاه وناداه كما في تفسير القمي وبصائر
______________________
1 ـ آلاء 1 ـ 230.
2 ـ آلاء 1 ـ 189، 192، 323.
3 ـ آلاء 1 ـ 318، انظر الكافي 4 ـ 268، القنعة ص: 61، المحاسن ص: 88، عقاب الأعمال ص: 236، المعتبر 2 ـ 755.
4 ـ آلاء 2 ـ 21 ـ 246.
5 ـ آلاء 1 ـ 262، 148 ـ 149، 199، 87، 164، 2: 98 ـ 100 ـ 138.
6 ـ سورة البقرة: 253.