ـ(88)ـ
المجتمعات الإسلاميّة ليتبناه أفراد الأمة، كي يصلوا إلى مستوى معين في التماثل الفكري وبذلك يستطيعون أن يتوحدوا فكرياً إلى حد ما وإذا استطعنا أن نحقق نوعا من التقدم في مجال الفكر والوصول إلى مستوى معين في التماثل الفكري عن طريق تقريب الهوة وإزالة الفجوة الحاصلة فيما بين المناهج الفكرية المتباينة أو على الأقل عن طريق الاتفاق على المنطلقات الجوهرية في فهم المشاكل؛ دونما تكفير أو تفسيق بعضنا بعضاً، نكون قد قطعنا شوطاً لا بأس به في الاتجاه نحو التوحد.
ومن ناحية أخرى، لابد أن تتضافر الجهود من أجل محاربة البدع والخزعبلات أو الفكر الخرافي والأمية الدينية والأفكار العلمانية والرضوخ إلى الأقاويل والاتجاهات الانهزامية والاستسلامية المفروضة من لدن قوى الاستكبار العالمي أن الطاقة الذهنية لمفكري الأمة ينبغي أن توظف توظيفاً سليماً بحيث تعالج قضايا حيوية ومصيرية لصالح الأمة بدلاً من أن تبدد في قضايا فرعية وهامشية لا تسمن ولا تغني من جوع.
وفيما يتعلق بالعلمانية فإن الوحدة في الفكر فقط قد لا تأتي بالثمار المرجوة فلابد من إقامة قلعة أو قلاع إسلامية لندك حصونها بشكل مؤثر أقول لابد أن نقيم كياناً سياسياً إسلامياً قوياً في كلّ أقطار العالم الإسلامي ليكون قاعدة للانطلاق الرسالي وبداية للتغيير الاجتماعي على نهج شامل في مختلف مناحي الحياة الإسلامية.
ووجود هذا الكيان السياسي مرتبط بوجود قيادة دينية سياسية موحدة تحترمها جميع فصائل العمل الإسلامي فوق مستوى التأثر بنزاعات مذهبية أو طائفية أو عنصرية ومن المعلوم أن الوحدة الفكرية قد تساهم في تعزيز قناعات إيجابية لدى الأمة من اجل التغلب على نزاعات الانفراد والتشرذم أو الفرقة، وذلك بواسطة تنصيب قيادة دينية سياسية عالمية وبالرغم من أن هذا الاتجاه قد يحاربه