ـ(87)ـ
من اجل تحجيم قوى الدول النامية والأمة الإسلاميّة على وجه الخصوص في مجالات عديدة سواء كانت في الاقتصاد أو في التكنولوجيا المتطورة أو في السياسة وغيرها، فعلى رؤساء الدول الإسلاميّة أن يكونوا على وعي ويقظة وبصيرة لمخططات الأعداء، ثم عليهم أن يتخذوا موقفاً موحداً من اجل مواجهة هذه المخططات غير أن الواقع ـ مع الآسف ـ يعكس خلاف ذلك فهم يتصرفون بصورة انفرادية مما يسهل على قوى الاستعمار إخضاع الأمة الإسلاميّة وإذلالها.
وهناك مشاكل أخرى تتعلق بالحدود والنزاع حول السيادة على منطقة البترول وما إلى ذلك من المشاكل تنذر بانفجارات عديدة فيما بين الدول الإسلاميّة في المستقبل وفي الواقع إن قائمة هذه القضايا ستطول إلى ما لا نهاية فيما لو أردت استعراضها بالتفصيل ولكن المهم الآن هو: كيف تحل هذه المشكلات أو يقلل من غلوائها إلى حد أدنى ؟ وحيث إننا نلتزم بالبحث عن الوحدة كأساس لحل هذه المعضلات فلا مناص أذن أن نستشف الحل من خلال هذا المدخل أي مدخل الوحدة.

دور الوحدة في معالجة هذه المشاكل

الوحدة لها أبعادها العديدة ولعل البعد الجذري منها هو البعد الفكري أو العقائدي إذ أن الفكر أساس العمل والتصرف والفكر في حد ذاته يعتمد على عناصر وعوامل عديدة فبالإضافة إلى رصيد العلم والفهم ووضوح التصور في شأن القضية المعنية، والموضوعية فإن الفكر ينبني على المنهج أو الأسس المنطقية السليمة للتوصل إلى خلاصة فكرية صحيحة.
وعلى ذلك كان من الضروري تأصيل المنهج الفكري المستقيم في